التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ذَٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦٓ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا} (53)

قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا أطعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } .

قال البخاري : حدثنا مسدد عن يحيى عن حُميد عن أنس قال : قال عمر رضي الله عنه : قلت يا رسول الله يدخل عليك البرّ والفاجر ، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب . فأنزل الله آية الحجاب .

قال البخاري : حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ، حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : حدثنا أبو مجلز عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ابنة جحش دعا القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون ، وإذا هو يتأهب للقيام ، فلم يقوموا . فلما رأى ذلك قام ، فلما قام من قام وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فإذا القوم جُلوس ، ثم إنهم قاموا ، فانطلقت فجئتُ فأخبرتُ النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل ، فذهب أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه ، فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } الآية .

صحيح البخاري 8/387- 388 ح 4790 ، 4791- ك التفسير ، سورة الأحزاب ) .

قال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء ) فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟ قال : ( الحمو الموت ) .

( الصحيح 9/ 242 ح 5232- ك النكاح ، ب لا يخلون رجل بامرأة ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح 4/1711 ح2172- ك السلام ، ب تحريم الخلوة بالأجنبية . . . ) .

قال الترمذي : حدثنا قتيبة ، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن الجعد بن عثمان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله ، قال : فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور فقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل بعثتْ إليك بها أمي هي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك مِنا قليل يا رسول الله ، قال : فذهبتُ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن أمي تُقرئك السلام وتقول : إن هذا منا لك قليل فقال ضعه ، ثم قال : اذهب فادع لي فلانا وفلانا وفلانا ومن لقيت فسمّى رجالا ، قال : فدعوتُ من سمّى ومن لقيت ، قال : قلت لأنس عددكم كم كانوا ؟ قال زهاء ثلاثمائة قال : وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أنس هات التور ) ، قال : فدخلوا حتى امتلأت الصُفة والحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليتحلّق عشرة عشرة وليأكل كل إنسان مما يليه ، قال : فأكلوا حتى شبعوا قال : فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم ، قال : فقال لي : ( يا أنس ارفع ) قال : فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت ، قل : وجلس منهم طوائف يتحدثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وزوجته مُولّية وجهها إلى الحائط فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على نسائه ثم رجع ، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه ، قل : فابتدروا الباب فخرجوا كلهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر ودخل وأنا جالس في الحجرة فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج عليّ وأنزلت هذه الآيات ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأهن على الناس { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه } إلى آخر الآية . قال الجعد : قال أنس : أنا أحدث الناس عهدا بهذه الآيات ، وحُجبن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . ( السنن 5/357-358- ك التفسير ، ب- سورة الأحزاب ، ح 3218 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي . والحاكم في ( المستدرك 2/417- 418 وصححه الذهبي ) .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قول الله { إلى طعام غير ناظرين إناه } قال : متحينين نضجه .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { ولا مستأنسين لحديث } بعد أن تأكلوا .

انظر حديث البخاري ومسلم عن عمر المتقدم عند الآية ( 125 ) من سورة البقرة وهو حديث : " وافقت ربي في ثلاث . . . " وفيه نزول آية الحجاب .