أخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر ، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب .
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أنس رضي الله عنه قال : « لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها دعا القوم ، فطعموا ثم جلسوا يتحدثون ، وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام ، فلما قام قام من قام ، وقعد ثلاثة نفر ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل ، فإذا القوم جلوس ، ثم إنهم قاموا ، فانطلقت فجئت ، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا ، فجاء حتى دخل ، فذهبت أدخل ، فألقى الحجاب بيني وبينه ، فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي . . } » .
وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : « كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها ، فإذا عندها قوم ، فانطلق فقضى حاجته ، فرجع وقد خرجوا ، فدخل وقد أرخى بيني وبينه ستراً ، فذكرته لأبي طلحة فقال : لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شيء . فنزلت آية الحجاب » .
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس رضي الله عنه قال « كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن ، فجئت يوماً لأدخل ، فقال علي : مكانك يا بني إنه قد حدث بعدك أمر ، لا تدخل علينا إلا بإذن » .
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال « دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأطال الجلوس ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مراراً كي يتبعه ويقوم ، فلم يفعل ، فدخل عمر رضي الله عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى الرجل المقعد فقال : لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ففطن الرجل فقام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قمت مراراً كي يتبعني فلم يفعل ، فقال عمر رضي الله عنه : لو اتخذت حجاباً ، فإن نساءك لسن كسائر النساء ، وهو أطهر لقلوبهن . فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي . . . } . فأرسل إلى عمر رضي الله عنه فأخبره بذلك » .
وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً في قعب ، فمر عمر فدعاه فأكل ، فأصابت أصبعه أصبعي فقال عمر : أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين . فنزلت آية الحجاب .
وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : نزل حجاب رسول الله في عمر . أكل مع النبي طعاماً ، فأصاب يده بعض أيدي نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر بالحجاب .
أخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : ما بقي أحد أعلم بالحجاب مني ، ولقد سألني أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت : نزل في زينب .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي } إلى قوله { غير ناظرين إناه } قال : غير متحينين طعامه { ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا } قال : كان هذا في بيت أم سلمة رضي الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ويدخل . ويستحي منهم والله لا يستحي من الحق { وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب } قال : بلغنا أنهم أمروا بالحجاب عند ذلك { لا جناح عليهن في آبائهن } قال : فرخص لهن أن لا يحتجبن من هؤلاء .
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : كانوا يجيئون ، فيدخلون بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فيجلسون ، فيتحدثون ليدرك الطعام ، فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه } ليدرك الطعام { ولا مستأنسين لحديث } ولا تجلسوا فتحدثوا .
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { غير ناظرين إناه } قال : الانا : النضيج . يعني إذا أدرك الطعام قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر :
ينعم ذاك الانا الغبيط كما *** ينعم غرب المحالة الجمل
وأخرج ابن جرير عن مجاهد « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه ، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة رضي الله عنها ، فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت آية الحجاب » .
وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها ، أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا برزن إلى المناصع ! وهو صعيداً فيح . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : أحجب نساءك ، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ، فخرجت سودة رضي الله عنها بنت زمعة ليلة من الليالي عشاء ، وكانت امرأة طويلة ، فناداها عمر رضي الله عنه بصوته ألا قد عرفناك يا سودة حرصاً على أن ينزل الحجاب ، فأنزل الله تعالى الحجاب . قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي . . . } .
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { غير ناظرين إناه } قال : غير متحينين نضجه { ولا مستأنسين لحديث } بعد أن تأكلوا .
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { إناه } قال : نضجه .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سليمان بن أرقم رضي الله عنه في قوله { ولا مستأنسين لحديث } قال : نزلت في الثقلاء .
وأخرج الخطيب عن أنس رضي الله عنه قال : كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يجيء شيء ، فنزلت { فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث } .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وإذا سألتموهن متاعاً } قال : أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عليهن الحجاب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { وإذا سألتموهن متاعاً } قال : حاجة .
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : فضل الناس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأربع : بذكره الاسارى يوم بدر أمر بقتلهم ، فأنزل الله { لولا كتاب من الله سبق . . . } [ الأنفال : 68 ] . وبذكره الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجبن فقالت له زينب رضي الله عنها : وانك لتغار علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا ؟ فأنزل الله { وإذا سألتموهن متاعاً } . وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم « اللهم أيد الإِسلام بعمر » . وبرأيه في أبي بكر كان أول الناس بايعه .
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه ، فأخذوا المجالس ، فلا يعرف بذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا ببسط يده إلى الطعام مستحياً منهم ، فعوتبوا في ذلك ، فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي . . . } .
وأخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : نزل الحجاب مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها ، وذلك سنة خمس من الهجرة ، وحجب نساؤه من يومئذ وأنا ابن خمس عشرة .
وأخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان قال : نزل حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه في ذي القعدة ، سنة خمس من الهجرة .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله . . . } قال : نزلت في رجل هم أن يتزوّج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده قال سفيان : ذكروا أنها عائشة رضي الله عنها .
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رجل : لئن مات محمد صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة . فأنزل الله { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله . . . } .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال : بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً يقول : إن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده ، فكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزل القرآن { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله . . . } .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال : أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ، ويتزوج نساءنا من بعدنا ، لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده . فنزلت هذه الآية .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : قال طلحة بن عبيد الله : لو قبض النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها . فنزلت { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله . . } .
وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله . . . } قال : نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال : إذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها .
وأخرج البيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : لو قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة . أو أم سلمة . فأنزل الله { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله . . } .
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما « أن رجلاً أتى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلمها وهو ابن عمها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال : يا رسول الله إنها ابنة عمي ، والله ما قلت لها منكراً ، ولا قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم : قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله ، وأنه ليس أحد أغير مني ، فمضى ثم قال : يمنعني من كلام ابنة عمي لأَتَزَوَّجَنَّها من بعده . فأنزل الله هذه الآية ، فاعتق ذلك الرجل رقبة ، وحمل على عشرة ابعرة في سبيل الله ، وحج ماشياً في كلمته » .
وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : « خطبني علي رضي الله عنه ، فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أسماء متزوجة علياً فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم » ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله » .
وأخرج البيهقي في السنن عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته : إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة ، فلا تتزوجي بعدي ، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا ، فلذلك حرم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده ، لأنهن أزواجه في الجنة .