في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (35)

21

وعلى هذا المشهد الحاسم في مصير الذين كفروا ، وعلى مشهد الإيمان من أبناء عالم آخر . وفي ختام السورة التي عرضت مقولات الكافرين عن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وعن القرآن الكريم . . يجيء الإيقاع الأخير . توجيها للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] أن يصبر عليهم ، ولا يستعجل لهم ، فقد رأى ما ينتظرهم ، وهو منهم قريب :

( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ، ولا تستعجل لهم ، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار . بلاغ . فهل يهلك إلا القوم الفاسقون . . )

وكل كلمة في الآية ذات رصيد ضخم ؛ وكل عبارة وراءها عالم من الصور والظلال ، والمعاني والإيحاءات ، والقضايا والقيم .

( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل . ولا تستعجل لهم . . )

توجيه يقال لمحمد [ صلى الله عليه وسلم ] وهو الذي احتمل ما احتمل ، وعانى من قومه ما عانى . وهو الذي نشأ يتيما ، وجرد من الولي والحامي ومن كل أسباب الأرض واحدا بعد واحد . الأب . والأم . والجد . والعم . والزوج الوفية الحنون . وخلص لله ولدعوته مجردا من كل شاغل . كما هو مجرد من كل سند أو ظهير . وهو الذي لقي من أقاربه من المشركين أشد مما لاقى من الأبعدين . وهو الذي خرج مرة ومرة ومرة يستنصر القبائل والأفراد فرد في كل مرة بلا نصرة . وفي بعض المرات باستهزاء السفهاء ورجمهم له بالحجارة حتى تدمى قدماه الطاهرتان ، فما يزيد على أن يتوجه إلى ربه بذلك الابتهال الخاشع النبيل .

وبعد ذلك كله يحتاج إلى توجيه ربه : فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم . .

ألا إنه لطريق شاق طريق هذه الدعوة . وطريق مرير . حتى لتحتاج نفس كنفس محمد [ صلى الله عليه وسلم ] في تجردها وانقطاعها للدعوة ، وفي ثباتها وصلابتها ، وفي صفائها وشفافيتها . تحتاج إلى التوجيه الرباني بالصبر وعدم الاستعجال على خصوم الدعوة المتعنتين .

نعم . وإن مشقة هذا الطريق لتحتاج إلى مواساة ، وإن صعوبته لتحتاج إلى صبر . وإن مرارته لتحتاج إلى جرعة حلوة من رحيق العطف الإلهي المختوم .

( فاصبر . كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم . .

تشجيع وتصبير وتأسية وتسلية . . ثم تطمين :

( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ) . .

إنه أمد قصير . ساعة من نهار . وإنها حياة خاطفة تلك التي يمكثونها قبيل الآخرة . وإنها لتافهة لا تترك وراءها من الوقع والأثر في النفوس إلا مثلما تتركه ساعة من نهار . . ثم يلاقون المصير المحتوم . ثم يلبثون في الأبد الذي يدوم . وما كانت تلك الساعة إلا بلاغا قبل أن يحق الهلاك والعذاب الأليم :

( بلاغ . فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ) . .

لا . وما الله يريد ظلما للعباد . لا . وليصبر الداعية على ما يلقاه . فما هي إلا ساعة من نهار . ثم يكون ما يكون . . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (35)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لّهُمْ كَأَنّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوَاْ إِلاّ سَاعَةً مّن نّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، مثبته على المضيّ لما قلّده من عبْءِ الرسالة ، وثقل أحمال النبوّة صلى الله عليه وسلم ، وآمره بالائتساء في العزم على النفوذ لذلك بأولي العزم من قبله من رسله الذين صبروا على عظيم ما لَقُوا فيه من قومهم من المكاره ، ونالهم فيه منهم من الأذى والشدائد فاصْبِرْ يا محمد على ما أصابك في الله من أذى مكذّبيك من قومك الذين أرسلناك إليهم بالإنذار كمَا صَبَرَ أُولُوا العَزْمِ على القيام بأمر الله ، والانتهاء إلى طاعته من رسله الذين لم ينههم عن النفوذ لأمره ، ما نالهم فيه من شدّة . وقيل : إن أولي العزم منهم ، كانوا الذين امتُحِنوا في ذات الله في الدنيا بالمِحَن ، فلم تزدهم المحن إلا جدّا في أمر الله ، كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني ثوابة بن مسعود ، عن عطاء الخُراسانيّ ، أنه قال فاصْبِرْ كمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرّسُلِ نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فاصْبِرْ كمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرّسُلِ كنا نحدّث أن إبراهيم كان منهم .

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما :

حدثني به يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فاصْبِرْ كمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرّسُلِ قال : كلّ الرسل كانوا أولي عزم لم يتخذ الله رسولاً إلا كان ذا عزم ، فاصبر كما صبروا .

حدثنا ابن سنان القزّاز ، قال : حدثنا عبد الله بن رجاء ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن سالم ، عن سعيد بن جُبير ، في قوله : فاصْبِرْ كمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرّسُلِ قال : سماه الله من شدّته العزم .

وقوله : وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ يقول : ولا تستعجل عليهم بالعذاب ، يقول : لا تعجل بمسألتك ربك ذلك لهم فإن ذلك نازل بهم لا محالة كأنّهُمْ يومَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ يقول : كأنهم يوم يرون عذاب الله الذي يعدهم أنه منزله بهم ، لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار ، لأنه ينسيهم شدّة ما ينزل بهم من عذابه ، قدر ما كانوا في الدنيا لبثوا ، ومبلغ ما فيها مكثوا من السنين والشهور ، كما قال جلّ ثناؤه : قالَ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ؟ قالُوا لَبِثْنا يَوْما أوْ بَعْضَ يَوْمٍ ، فاسْأَلِ العادّينَ .

وقوله : بَلاغٌ فِيهِ وجهان : أحدهما أن يكون معناه : لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ذلك لبث بلاغ ، بمعنى : ذلك بلاغ لهم في الدنيا إلى أجلهم ، ثم حذفت ذلك لبث ، وهي مرادة في الكلام اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليها . والاَخر : أن يكون معناه : هذا القرآن والتذكير بلاغ لهم وكفاية ، إن فكّروا واعتبروا فتذكروا .

وقوله : فَهَلْ يُهْلَكُ إلاّ القَوْمُ الفاسِقُونَ يقول تعالى ذكره : فهل يهلك الله بعذابه إذا أنزله إلا القوم الذين خالفوا أمره ، وخرجوا عن طاعته وكفروا به . ومعنى الكلام : وما يهلك الله إلا القوم الفاسقين . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : فَهَلْ يُهْلَكُ إلاّ القَوْمُ الفاسِقُونَ تَعَلّموا ما يهلك على الله إلا هالك ولى الإسلام ظهرَه أو منافق صدّق بلسانه وخالف بعمله . ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «أيّمَا عَبْدٍ مِنْ أُمّتِي هَمّ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ لَهُ وَاحدَةٌ ، وَإنْ عَمِلها كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ أمْثالِهَا . وأيّمَا عَبْدٍ هَمّ بسَيّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ ، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ سَيّئَةً وَاحِدَةً ، ثُمّ كانَ يَتْبَعُها ، ويَمْحُوها اللّهُ وَلا يَهْلِكُ إلاّ هالِكٌ » .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (35)

وقوله تعالى : { فاصبر } الفاء عاطفة هذه الجملة من الوصاة على هذه الجملة من الإخبار عن حال الكفرة في الآخرة ، والمعنى بينهما مرتبط ، أي هذه حالهم مع الله ، فلا تستعجل أنت فيما حملته واصبر له ولا تخف في الله أحداً .

وقوله : { من الرسل } { من } للتبعيض ، والمراد من حفظت له مع قومه شدة ومجاهدة كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم صلى الله عليهم ، هذا قول عطاء الخراساني وغيره . وقال ابن زيد ما معناه : إن { من } لبيان الجنس . قال : والرسل كلهم { أولو العزم } ، ولكن قوله : { كما صبر أولو العزم } يتضمن رسلاً وغيرهم ، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيماً لهم ، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف ، وذكر الثعلبي هذا القول عن علي بن مهدي الطبري . وحكي عن أبي القاسم الحكيم أنه قال : الرسل كلهم أولو عزم إلا يونس عليه السلام{[10337]} ، وقال الحسن بن الفضل : هم الثمانية عشر المذكورين في سورة الأنعام ، لأنه قال بعقب ذكرهم { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده }{[10338]} [ الأنعام : 90 ] . وقال مقاتل هم ستة : نوح صبر على أذى قومه طويلاً ، وإبراهيم صبر للناس ، وإسحاق صبر نفسه للذبح{[10339]} ، ويعقوب صبر على الفقد لولده وعمي بصره وقال : { فصبر جميل }{[10340]} [ يوسف : 83 ] ، ويوسف على السجن وفي البئر ، وأيوب صبر على البلاء .

قال القاضي أبو محمد : وانظر أن النبي عليه السلام قال في موسى : «يرحم الله موسى ، أوذي بأكثر من هذا فصبر »{[10341]} ولا محالة أن لكل نبي ورسول عزماً وصبراً .

وقوله : { ولا تستعجل لهم } معناه لا تستعجل لهم عذاباً ، فإنهم إليه صائرون ، ولا تستطل تعميرهم في هذه النعمة ، فإنهم يوم يرون العذاب كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة لاحتقارهم ذلك ، لأن المنقضي من الزمان إنما يصير عدماً ، فكثيره الذي ساءت عاقبته كالقليل .

وقرأ أبي بن كعب «ساعة من النهار » . وقرأ جمهور القراء والناس : «بلاغٌ » وذلك يحتمل معاني ، أحدها : أن يكون خبر ابتداء ، المعنى : هذا بلاغ ، وتكون الإشارة بهذا إلى القرآن والشرع ، أي هذا إنذار وتبليغ ، وإما إلى المدة التي تكون كساعة كأنه قال : { لم يلبثوا إلا ساعة } كانت بلاغهم ، وهذا كما تقول : متاع قليل ونحوه من المعنى .

والثاني : أن يكون ابتداء والخبر محذوف . والثالث : ما قاله أبو مجلز فإنه كان يقف على قوله : { ولا تستعجل } ويقول : «بلاغٌ » ابتداء وخبره متقدم في قوله : { لهم } وقدح الناس في هذا القول بكثرة الحائل{[10342]} . وقرأ الحسن بن أبي الحسن ، وعيسى : «بلاغاً » ، وهي قراءة تحتمل المعنيين اللذين في قراءة الرفع ، وليس يدخلها قول أبي مجلز ونصبها بفعل مضمر . وقرأ أبو مجلز وأبو سراج الهذلي : «بلِّغ » ، على الأمر{[10343]} . وقرأ الحسن بن أبي الحسن : «بلاغٍ » بالخفض نعتاً للنهار{[10344]} .

وقرأ جمهور الناس :

«فهل يُهلَك » على بناء الفعل للمفعول . وقرأ بعضهم فيما حكى هارون : «فهل يَهلِك » ببناء الفعل للفاعل وكسر اللام ، وحكاها أبو عمرو عن الحسن وابن محيصن : «يَهلَك » بفتح الياء واللام{[10345]} . قال أبو الفتح : وهي مرغوب عنها . وروى زيد بن ثابت عن النبي عليه السلام : «فهل يُهلِك » بضم الياء وكسر اللام «إلا القوم الفاسقين » بالنصب .

وفي هذه الألفاظ وعيد محض وإنذار بين ، وذلك أن الله تعالى جعل الحسنة بعشر امثالها والسيئة بمثلها ، وأمر بالطاعة ووعد عليها بالجنة ، ونهى عن الكفر وأوعد عليه بالنار ، ( فلن يهلك على الله إلا هالك ) كما قال صلى الله عليه وسلم{[10346]} . قال الثعلبي : يقال إن قوله : { فهل يهلك إلا القوم الفاسقون } أرجى آية في كتاب الله تعالى للمؤمنين{[10347]} .


[10337]:وقد علل أبو القاسم كلامه هذا بقوله:"ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم نُهي أن يكون مثله، لخفة وعجلة ظهرت منه حين ولى مغاضبا لقومه، فابتلاه الله بثلاث: سلط عليه العمالقة حتى أغاروا على أهله وماله، وسلط الذئب على ولده فأكله، وسلط عليه الحوت فابتلعه"، وقد نُهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون مثله في قوله تعالى:{ ولا تكن كصاحب الحوت}-48 القلم-.
[10338]:من الآية (90) من سورة (الأنعام).
[10339]:على قول من قال: إن الذبيح إسحق.
[10340]:من الآية(18) من سورة (يوسف)
[10341]:أخرجه الترمذي في تفسير سورة (الكهف)، والبخاري في الأنبياء، وأحمد في مسنده(1-411، 5-118)، ولفظه كما في مسند أحمد، عن عبد الله قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة، فقال رجل من القوم: إن هذه القسمة ما يراد بها وجه الله عز وجل، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، قال: فغضب حتى ظهر الغضب في وجهه، فقال:(يرحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من ذلك فصبر).
[10342]:وقال ابن الأنباري:"وهذا خطأ؛ لأنك قد فصلت بين البلاغ وبين اللام- وهي رافعة- بشيء ليس منهما".
[10343]:قال أبو حيان الأندلسي:"وهذا يؤيد حمل[بلاغ] رفعا ونصبا على أنه يعنى به تبليغ القرآن والشرع.
[10344]:ونقل عن أبي مِجلز أيضا أنه قرأ:[بلغ] على الفعل الماضي.
[10345]:وماضي هذا الفعل"هلِك" بكسر اللام، وهي لغة ولكن مرغوب عنها كما قال أبو الفتح.
[10346]:أخرجه مسلم في الإيمان، والدارمي في الرقاق، وأحمد في مسنده(1-279). عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولفظه كما في مسند أحمد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى عن ربه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن ربكم تبارك وتعالى رحيم، من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كُتبت له عشرة إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة، ومن همّ بسيئة فلم يعملها كُتبت له حسنة، فإن عملها كُتبت له واحدة أو يمحوها الله، ولا يهلك على الله إلا هالك).
[10347]:أخرج الطبراني في الدعاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إذا طلبت وأحببت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السموات والأرض ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار، بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما غلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين).