تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (35)

33

المفردات :

أولوا العزم : أولو العزم من الرسل خمسة : نوح ، إبراهيم ، موسى ، عيسى ، محمد صلى الله عليه وسلم ، نظمهم الشاعر في قوله :

أولو العزم نوح والخليل الممجد *** وموسى وعيسى والحبيب محمد

لم يلبثوا إلا ساعة : كأنهم حين يرون العذاب لم يمكثوا في الدنيا إلا وقتا يسيرا من نهار ، لشدة العذاب وطول مدته .

بلاغ : أي أن ما وعظوا به كفاية في الموعظة .

التفسير :

35- { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون } .

تأتي هذه الآية في ختام السورة ، سورة الأحقاف المكية ، وفيها أدلة التوحيد والقصص ، وحديث عن إيمان الجن ، ومناقشة الكافرين ، ثم توجه الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعوه إلى الصبر والمصابرة ، كما صبر أولو العزم من الرسل ، وهم أصحاب العزائم والثبات ، الذين اجتهدوا في تبليغ الشريعة ، وتأسيسها وتقريرها ، وصبروا على تحمل مشاق الدعوة ، ومعاداة الطاعنين فيها .

قال مقاتل : هم ستة :

1- نوح صبر على أذى قومه مدة طويلة .

2- وإبراهيم صبر على النار .

3- وإسماعيل صبر على الذبح .

4- ويعقوب صبر على فقد الولد وذهاب البصر .

5- ويوسف صبر على البئر والسجن .

6- وأيوب صبر على الضر .

وقال ابن عباس : كل الرسل كانوا أولي عزم ، أي : اصبر كما صبر الرسل .

وقيل : هم نجباء الرسل المذكورون في الآيات ( 83-87 ) من سورة الأنعام ، وهم ثمانية عشر :

إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، ونوح ، وداود ، وسليمان ، وأيوب ، ويوسف ، وموسى ، وهارون ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، وإلياس ، وإسماعيل ، واليسع ، ويونس ، ولوط . 27

وأشهر الآراء أن أولي العزم من الرسل خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلى الله عليه وسلم .

وكم صبر محمد صلى الله عليه وسلم وصابر ، وتحمل في مكة والطائف ، وطريق الهجرة وأعمال المدينة ، وسائر الغزوات ، حتى لقي ربه راضيا مرضيا ، فالآية تثبيت لصبره ، وتأكيد ومؤازرة ، وأيضا تهديد للكفار ، وهذا معنى :

{ ولا تستعجل لهم . . . }

لا تتعجل وقوع العذاب بهم في الدنيا ، فإن لهم موعدا لن يفلتوا منه : { فارتقب إنهم مرتقبون } . ( الدخان : 59 ) .

وقال مقاتل : لا تدع عليهم في إحلال العذاب بهم ، فإن أبعد غاياتهم يوم القيامة .

{ كأنهم يوم يرون ما يوعدون . . . }

من العذاب في الآخرة ، لم يمكثوا في الدنيا أو في قبورهم إلا وقتا يسيرا ، لطول مدة عذاب الآخرة ، وامتداد عذابها أبد الآبدين ، ويزيد في طولها أنه لا أمل في النجاة ، ولا في الرجوع إلى الدنيا ، ولا في تخفيف العذاب .

{ بلاغ } . أي : بلغنا ، وقد أعذر من أنذر ، أو إن في هذا القرآن وما يحمل من صنوف الآيات ، وألوان الهداية ، ما يكفي في تبليغ الدعوة ، وفي فتح الأبواب لمن أراد أن يلج في طريق الهداية ، فكم فتح الله فيه من أبواب رحمته وهدايته ، وكم لون وصرف من طرق الهداية ، فلا يهلك على الله إلا هالك ، فما أوسع أبواب رحمته .

{ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون } .

أي : لا يستحق الهلاك إلا خارج على طاعة الله ، معرض عن أسباب الهداية وما أكثرها ، فهذا الفاسق الخارج على طاعة الله ، الكافر بالله وألوان هدايته ، أهل للهلاك العادل : { وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } . ( النحل : 33 ) .

ختام السورة:

خلاصة ما اشتملت عليه سورة الأحقاف

1- إقامة الأدلة على التوحيد ، والرد على عبدة الأصنام .

2- المعارضات التي ابتدعها المشركون للنبوة ، والإجابة عنها ، وبيان فسادها .

3- ذكر حال أهل الإيمان والاستقامة ، وبيان أن جزاءهم الجنة .

4- ذكر وصايا للمؤمنين بإكرام الوالدين ، وبيان مشقة الأم في الحمل والوضع والرضاع .

5- بيان حال من انهمكوا في الدنيا وملذاتها .

6- قصص عاد ، وفيه أن الله أنعم عليهم بنعم متعددة ، فبطروا وأشروا وكفروا ، وعاندوا واستحقوا الهلاك .

7- استماع الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبليغهم إلى قومهم ما سمعوه .

8- عظة للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين من أمته .

9- الأمر بالصبر ، وبيان قصر الدنيا وقلة نعيمها بالنسبة إلى نعيم الآخرة .

10- ما أوسع رحمة الله وفضله وفتحه الأبواب لكل عاص ، فلا يهلك إلا من رفض كل ألوان الهدى ، وخرج على طاعة الله ، وارتمى في أحضان الشهوات .

1 في ظلال القرآن 26/21 .

2 بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ، تأليف مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي ، المتوفى سنة 817 ه ، تحقيق الأستاذ محمد علي النجار ( 1/248 ) . طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1383 ه .

3 وما يدريك أن الله أكرمه :

رواه البخاري في الجنائز باب : الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه ( 1186 ) .

44 العشرة المبشرين بالجنة :

هم الخلفاء الأربعة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعد بن زيد ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنهم .

5 تفسير القاسمي مجلد6 ، ص233 ، دار إحياء التراث العربي- بيروت ، لبنان .

6 انظر مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ، مجلد 3 ، صفحة 317 ، واقرأ الحاشية بهذه الصفحة .

7 التفسير المنير : أ . د . وهبة الزحيلي جزء 26 ، ص 18 .

8 إن الله زوى لي الأرض :

مسلم في الفتن ( 2889 ) ، والترمذي في الفتن ( 2176 ) ، وأبو داود في الفتن ( 2176 ) ، وابن ماجة في الفتن ( 3952 ) ، وأحمد( 5/278 ) ، ( 284 ) ، من حديث ثوبان ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

9 يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة :

رواه البخاري في الجهاد والسير ، باب : الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ( 2636 ) ، ومسلم في الإمارة ، باب : فضل الغزو في البحر ( 1912 ) من حديث أنس مرفوعا : ( ناس من أمتي ، عرضوا على غزاة في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة ، أو : مثل الملوك على الأسرة ) .

10 إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط :

رواه مسلم في باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر ( 2543 ) من حديث أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ، فإذا رأيتم رجلان يقتتلان في موضوع لبنة فاخرج منها ) .

11 أضاء لي في الأولى قصور الحيرة ومدائن كسرى : قال السيوطي في الدر المنثور : وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده ، قال : ( خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب ، فخرجت لنا من الخندق صخرة بيضاء مدورة ، فكسرت حديدنا وشقت علينا ، فشكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ المعول من سلمان ، فضرب الصخرة ضربة صدعها ، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابتي المدينة حتى لكأن مصباحا في جوف ليل مظلم ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكبر المسلمون ، ثم ضربها الثانية ، فصدعها وبرقت منها برقة أضاء ما بين لابتيها ، فكبر وكبر المسلمون ، ثم ضربها الثالثة ، فصدعها وبرقت منها برقة أضاء ما بين لابتيها ، فكبر وكبر المسلمون ، فسألناه ، فقال : أضاء لي في الأولى قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، كأنها أنياب الكلاب ، فأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ، وأضاء لي في الثانية قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ، وأضاء لي في الثلاثة قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ، فأبشروا بالنصر ) . فاستبشر المسلمون ، وقالوا : الحمد لله موعد صادق بأن وعدنا النصر بعد الحصر ، فطلعت الأحزاب ، فقال المسلمون : { هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } ، وقال المنافقون : ألا تعجبون ، يحدثكم ويعدكم ويمنيكم الباطل ، ويخبر أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنكم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا ، وأنزل القرآن في ذلك : { وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } .

12 كيف بك إذا لبست سواري كسرى :

ذكره المناوي في الفيض استشهادا ( 4110 ) فقال : قال له المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( كيف بك إذا لبست سواري كسرى ) فلبسهما زمن عمر ، وفيه أيوب بن سويد بن مسعود الحميري ضعفه ابن معين وغيره ، وذكر الهندي في كنز العمال ( 35752 ) عن الحسن أن عمر بن الخطاب أتى بفروة كسرى ابن هرمز فوضعت بين يديه ، وفي القوم سراقة بن مالك فأخذ عمر سواريه فرمى بها إلى سراقة ، فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغا منكبيه ، فقال : الحمد لله ، سوارا كسرى ابن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جشعم أعرابي من بنى مدلج ، ثم قال : اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصا على أن يصيب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظرا منك وخيارا ، اللهم إني قد علمت أن أبا بكر كان يحب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك ، اللهم إني أعوذ بك أن يكون مكر منك بعمر ، ثم تلا : { أيحسبون أنما نمدهم به من مال } الآية . ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر .

13وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله :

رواه البخاري في باب : مناقب عبد الله بن سلام ( 3601 ) ومسلم في فضائل الصحابة ، باب : من فضائل عبد الله بن سلام ( 2483 ) من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشى على الأرض : إنه من أهل الجنة ، إلا لعبد الله بن سلام ، قال : نزلت هذه الآية : { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله } . الآية ، قال : لا أدرى ، قال : مالك الآية ، أو في حديث .

14 يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا منكم :

رواه الطبراني من حديث عوف بن مالك الأشجعي ، قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم فكرهوا دخوله عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه ) ، فأسكتوا ما أجابه أحد ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ثم ثلث فلم يجبه أحد ، فقال : ( أبيتم فوالله لأنا الحاشر ، وأنا العاقب ، وأنا المقفي ، آمنتم أو كذبتم ) ، ثم انصرف وأنا معه حتى أننا كدنا أن نخرج نادى رجل من خلفه ، فقال : كما أنت يا محمد ، فأقبل فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلمون فيكم يا معشر اليهود ، قالوا : والله ما نعلم فينا رجلا كان أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك فبلك ولا من جدك قبل أبيك ، قال : فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدون في التوراة ، قالوا : كذبت ، ثم ردوا عليه ، وقالوا فيه شرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كذبتم لن نقبل قولكم ) ، قال : فخرجنا ونحن ثلاثة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وابن سلام وأنزل الله عز وجل : { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } . وقال الهيثمي في الجمع ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) .

15 تقدم تخريجه .

16 مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني ، دار الصابوني للطباعة والنشر ، 25 ش يوسف عباس ، مدينة نصر – القاهرة .

17 انظر تفسير الكشاف ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل اليهود عن عبد الله بن سلام فمدحوه بالعلم والخير والسيادة ، فلما أخبرهم أنه أسلم ذموه وانتقصوه .

18 تفسير القاسمي ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، صححه هشام البخاري ، المجلد 6 ص 234 ، طبعة دار إحياء التراث العربي – بيروت ، لبنان .

19 من أحق الناس بحسن صحابتي :

رواه البخاري في الأدب ( 5971 ) ، ومسلم في البر ( 2548 ) ، وأحمد في مسنده ( 8144 ) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) ، قال : ثم من ؟ قال : ( أمك ) ، قال : ثم من ؟ قال : ( أمك ) ، قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) .

20 أخرجه الحافظ الموصلي ، وروى من غير هذا الوجه في مسند أحمد ، وانظر مختصر تفسير ابن كثير ، تحقيق محمد علي الصابوني 3/319 .

21 من رغب عن سنتي فليس مني :

رواه البخاري في النكاح ( 5063 ) ، ومسلم في النكاح ( 1401 ) ، والنسائي في النكاح ( 3217 ) ، وأحمد ( 13122 ، 13316 ، 13631 ) ، ورواه ابن ماجة في النكاح ( 1846 ) بلفظ : ( النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني . . . ) الحديث ، كلهم من حديث أنس ، ورواه أحمد ( 22936 ) عن مجاهد عن رجل من الأنصار . ورواه الدارمي في النكاح ( 2169 ) من حديث سعد بن أبي وقاص .

22 استفت قلبك وإن أفتوك وأفتوك وأفتوك :

قال المناوي في الفيض : ورمز المصنف لحسنه ، ورواه أحمد والدارمي في مسنديهما ، قال النووي في رياضه : إسناده حسن ، وتبعه المؤلف فكان ينبغي له الابتداء بعزوه كعادته ، ورواه أيضا الطبراني ، قال الحافظ العراقي : وفيه عنده العلاء بن ثعلبة مجهول .

23 البر ما اطمأنت إليه النفس :

رواه مسلم في البر ( 2553 ) والترمذي في الزهد ( 2398 ) ، والدارمي في الرقاق ( 2789 ) ، وأحمد في مسنده ( 17179 ) عن النواس بن سمعان الأنصاري ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم ، فقال : ( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) .

24 الحلال بين :

رواه البخاري في باب : فضل من استبرأ لدينه من حديث النعمان بن بشير ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى أوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) . ورواه مسلم في المساقاة ، باب : أخذ الحلال وترك الشبهات ( 1599 ) .

25 اللهم إني أسألك خيرها :

رواه مسلم في باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم ، والفرح بالمطر ( 899 ) ، من حديث عائشة ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح ، قال : ( اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها ، وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به ) . قالت : وإذا تخيلت السماء ، تغير لونه ، وخرج ودخل ، وأقبل وأدبر ، فإذا أمطرت سرى عنه ، فعرفت ذلك في وجهه . قالت عائشة : فسألته . فقال : ( لعله يا عائشة كما قال قوم عاد : { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا } ، ورواه البخاري في باب : ما جاء في قوله : { وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } ( 3034 ) من حديث عائشة ، قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ، ودخل وخرج ، وتغير وجهه ، فإذا أمطرت السماء سرى عنه ، فعرفته عائشة ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أدري لعله كما قال قوم عاد : { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم } . الآية ، ومسلم في صلاة الاستسقاء ، باب : التعوذ عند رؤية الريح والغيم ( 899 ) .

26 هذا هو الناموس الذي أنزله الله على موسى :

هذا اللفظ جزء من حديث طويل رواه البخاري ( 3 ، 4956 ، 4955 ) ، ومسلم في كتاب الإيمان ( 231 ، 233 ) ، والترمذي في كتاب المناقب ( 3565 ) ، وأحمد في مسنده ( 14502 ، 24046 ، 24681 ، 24768 ) .

27 { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( 83 ) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( 84 ) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ( 85 ) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ( 86 ) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 87 ) } ( الأنعام : 83-87 ) .