تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَٰغٞۚ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ} (35)

{ فاصبر } يا محمد على أذاهم وأداء الرسالة { كما صبر أولو العزم من الرسل } ، قيل : من للتأكيد والبيان لا للتبعيض ، جميع الرسل أولو العزم لأنهم عزموا على أداء الرسالة والصبر فيها وتحمل الشدائد وأداء ما أمروا به ، وقيل : من للتبعيض ، وأراد بعضهم قيل : هم المذكورون في سورة الأنعام ، وقيل : الذين أمروا بالقتال وأظهروا المكاشفة وجاهدوا وقاسوا قومهم كإبراهيم وموسى وعيسى ، وقيل : اثني عشر من أنبياء بني إسرائيل منهم من قتل ومنهم من نشر بالمناشير ، ومنهم من سلخ جلده ، وقيل : أربعة موسى وعيسى ورابعهم محمد ، وقيل : نوح صبر على أذى قومه كانوا يضربونه حتى يغشى عليه ، وإبراهيم على النار وذبح ولده ، وإسحاق على الذبح ، ويعقوب على فقد ولده وذهاب بصره ، ويوسف على الجب والسجن ، وأيوب على الضر ، وموسى ، وداوود { ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاَّ ساعة من نهار بلاغٌ } يعني أن هؤلاء وإن امتد تقادمهم فعند رؤية العذاب لم يكن ذلك إلاَّ قليلاً كساعة من نهار ، أي هذا { بلاغ } الذي وعظتم به كفاية في الموعظة { فهل يهلك إلاَّ القوم الفاسقون } الخارجون عن الاتعاظ به والعمل بموجبه .