{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ْ } وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها ، { بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ْ } أي : بما اشتمل عليه هذا القرآن الذي أوحيناه إليك ، وفضلناك به على سائر الأنبياء ، وذاك محض منَّة من الله وإحسان .
{ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ْ } أي : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان قبل أن يوحي الله إليك ، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا .
ولما مدح ما اشتمل عليه هذا القرآن من القصص ، وأنها أحسن القصص على الإطلاق ، فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرآن ، ذكر قصه يوسف ، وأبيه وإخوته ، القصة العجيبة الحسنة فقال :
وقوله : { نحن نقص عليك } الآية ، روى ابن مسعود أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوا ملة فقالوا : لو قصصت علينا يا رسول الله ، فنزلت هذه الآية ، ثم ملوا ملة أخرى فقالوا : لو حدثتنا يا رسول الله ، فنزلت { الله نزل أحسن الحديث كتاباً }{[6554]} [ الزمر : 23 ] .
و { القصص } : الإخبار بما جرى من الأمور ، كأن الأنباء تتبع بالقول ، وتقتص بالأخبار كما يقتص الآخر ، وقوله : { بما أوحينا إليك } أي بوحينا . و { القرآن } نعت ل { هذا } ، ويجوز فيه البدل ، وعطف البيان فيه ضعيف . و { إن } هي المخففة من الثقيلة واللام في خبرها لام التأكيد - هذا مذهب البصريين - ومذهب أهل الكوفة أن { إن } بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا . والضمير في { قبله } للقصص العام لما في جميع القرآن منه . و { من الغافلين } ، أي عن معرفة هذا القصص . ومن قال : إن الضمير في { قبل } عائد على { القرآن } ، جعل { من الغافلين } في معنى قوله تعالى : { ووجدك ضالاً فهدى }{[6555]} [ الضحى : 7 ] أي على طريق غير هذا الدين الذي بعثت به ، ولم يكن عليه السلام في ضلال الكفار ولا في غفلتهم لأنه لم يشرك قط ، وإنما كان مستهدياً ربه عز وجل موحداً ، والسائل عن الطريق المتخير يقع عليه في اللغة اسم ضال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.