تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالُواْ طَـٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ} (19)

فقالت لهم رسلهم : { طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ } وهو ما معهم من الشرك والشر ، المقتضي لوقوع المكروه والنقمة ، وارتفاع المحبوب والنعمة . { أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ } أي : بسبب أنا ذكرناكم ما فيه صلاحكم وحظكم ، قلتم لنا ما قلتم .

{ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } متجاوزون للحد ، متجرهمون في قولكم ، فلم يزدهم [ دعاؤهم ] إلا نفورا واستكبارا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالُواْ طَـٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ} (19)

{ قالوا } أي الرسل : { طائركم } أي شومكم الذي أحل بكم البلاء { معكم } وهو أعمالكم القبيحة التي منها تكذيبكم .

ولما كان لم يبد منهم غير ما يقتضي عند النظر الصحيح التيمن والبركة ، وهو التذكير بالله الذي بيده الخير كله ، أنكروا عليهم تطيرهم منهم على وجه مبين أنه لا سبب لذلك غيره فقالوا : { أئن ذكرتم } أي الأجل إن حصل لكم تذكير بالله تطيرتم بنا ؟ ولما كان ذلك لا يصح أن يكون سبباً للتطير بوجه ، أضربوا عنه منبهين لهم على أن موضع الشوم إسرافهم لا غير فقالوا : { بل } أي ليس الأمر كما زعمتم في أن التذكير سبب للتطير بل { أنتم قوم } أي غركم ما آتاكم الله من القوة على القيام فيما تريدون { مسرفون * } أي عادتكم الخروج عن الحدود والطغيان فعوقبتم لذلك .