تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ} (9)

{ وَدُّوا } أي : المشركون { لَوْ تُدْهِنُ } أي : توافقهم على بعض ما هم عليه ، إما بالقول أو الفعل أو بالسكوت عما يتعين الكلام فيه ، { فَيُدْهِنُونَ } ولكن اصدع بأمر الله ، وأظهر دين الإسلام ، فإن تمام إظهاره ، بنقض ما يضاده ، وعيب ما يناقضه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ} (9)

{ ودوا لو تدهن فيدهنون } المداهنة هي الملاينة والمداراة فيما لا ينبغي ، وروي : أن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لو عبدت آلهتنا لعبدنا إلهك ، فنزلت الآية . ولم ينتصب فيدهنون في جواب التمني ، بل رفعه بالعطف على تدهن ، قاله ابن عطية . وقال الزمخشري : هو خبر مبتدأ محذوف تقديره فهم يدهنون .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ} (9)

قوله : { ودوا لو تدهن فيدهنون } تدهن من الإدهان والمداهنة . وهي المصانعة أو المواربة{[4596]} يعني : ود المشركون لو تصانعهم في دينك يا محمد فيصانعونك في دينهم . أو ودوا لو تعبد آلهتهم مدة من الوقت ليعبدوا إلهك مدة . فقد طلب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يداهنهم أو يصانعهم في دين الله ، فيتخلى عن بعضه ليتخلوا هم عن بعض دينهم . وذلك هو اللين أو المصانعة والمجاملة للكافرين على حساب دين الله . وذلك هو ديدن الكافرين وأعوانهم في كل زمان . فهم يودون أن يداهنهم دعاة الإسلام ليكفوا عن الدعوة إلى دين الله ، أو لينكفّوا ويجحموا عن بعض قواعده وأحكامه ، ومنها قضايا السياسة والجهاد وغير ذلك من قضايا الأحوال الشخصية ، أو رفض المفاصلة الواضحة بين عقيدة التوحيد الخالص وغيره من ملل الهوى والشرك .

فما يجوز لمسلم البتة أن يلاين الكافرين أو يداهنهم ، فينكفّ عن شيء من أحكام الإسلام ، ليرضى عنه الكافرون الظالمون وأعوانهم من المتمالئين ، وإنما يبتغي المسلم في كل الأحوال مرضاة الله وحده ، فهو بذلك لا يرتضي بغير منهج الله وشرعه بديلا ، ويأبى التنازل عن شيء من أحكامه مهما قل .


[4596]:مختار الصحاح ص 214.