فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ} (9)

{ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } فإن الإِدهان هو الملاينة والمسامحة والمداراة .

قال الفرّاء : المعنى لو تلين فيلينوا لك ، وكذا قال الكلبي . وقال الضحاك والسديّ : ودّوا لو تكفر فيتمادوا على الكفر . وقال الربيع بن أنس : ودّوا لو تكذب فيكذبون . وقال قتادة : ودّوا لو تذهب عن هذا الأمر ، فيذهبون معك . وقال الحسن : ودّوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك . وقال مجاهد : ودّوا لو تركن إليهم وتترك ما أنت عليه من الحق فيمايلونك . قال ابن قتيبة : كانوا أرادوه على أن يعبد آلهتهم مدّة ، ويعبدوا الله مدّة ، وقوله : { فَيُدْهِنُونَ } عطف على تدهن داخل في حيز لو ، أو هو خبر مبتدأ محذوف : أي فهم يدهنون . قال سيبويه : وزعم قالون أنها في بعض المصاحف «ودّوا لو تدهن فيدهنوا » بدون نون ، والنصب على جواب التمني المفهوم من ودّوا ، والظاهر من اللغة في معنى الإدهان ، هو ما ذكرناه أوّلاً .

/خ16