تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي  
{وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (32)

{ 32 } { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }

هذه حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة ، أما حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو ، لعب في الأبدان ولهو في القلوب ، فالقلوب لها والهة ، والنفوس لها عاشقة ، والهموم فيها متعلقة ، والاشتغال بها كلعب الصبيان .

وأما الآخرة ، فإنها { خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } في ذاتها وصفاتها ، وبقائها ودوامها ، وفيها ما تشتهيه الأنفس ، وتلذ الأعين ، من نعيم القلوب والأرواح ، وكثرة السرور والأفراح ، ولكنها ليست لكل أحد ، وإنما هي للمتقين الذين يفعلون أوامر الله ، ويتركون نواهيه وزواجره { أَفَلَا تَعْقِلُونَ } أي : أفلا يكون لكم عقول ، بها تدركون ، أيّ الدارين أحق بالإيثار .