تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (32)

الآية 32 وقوله تعالى : { وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو } أي الحياة الدنيا للدنيا خاصة لأن العمل إذا لم يكن لعاقبة ، تتأمل ، فهو عبث ، كبان يبني بناء لا لعاقبة ، يتأمل ، ويقصد [ عاقبة ]{[7030]} بنيانه ، فهو لعب عبث . فعلى ذلك [ العمل في ]{[7031]} الحياة الدنيا لا لدار أخرى ، يتأمل ، ويرجى به الثواب والعقاب ليس بحكمة ، وإنما هو لعب ولهو . وعلى ذلك يخرج قوله تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون } [ المؤمنون : 115 ] أخبر أن خلقه إياهم إذا لم يكن للرجوع إليه فهي عبث . فعلى ذلك الحياة الدنيا إذا لم يكن هناك بعث ولا حياة بعد الموت للثواب والعقاب فهو لعب ولهو . واللهو ما يقصد به قضاء الشهوة خاصة ، لا تقصد به العاقبة . واللعب هو الذي لا حقيقة له ، ولا مقصد .

وقوله تعالى : { وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون } أي الدار الآخرة خير للذين يتقون/ 147-أ/ الشرك والفواحش كلها من الحياة الدنيا .

وأصله أن الحياة الدنيا على ما عند أولئك الكفرة لعب ولهو لأن عندهم لا بعث ، ولا ثواب ، ولا عقاب ، فإذا كان عندهم هكذا ، فيصير لعبا ولهوا لأنه يحصل إنشاء لا عاقبة له ، فيكون كبناء البناء الذي ذكرنا إذا كانت{[7032]} عاقبته غير مقصود ، فهو لا انتفاع به .


[7030]:- ساقطة من الأصل وم .
[7031]:- ساقطة من الأصل وم .
[7032]:- في الأصل وم: كان.