بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (11)

قوله تعالى : { وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير } ، قال مقاتل : وذلك حين تمنى النضر بن الحارث العذاب ، فنزل قوله : { وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر } يقول : لو استجيب لهم في الشر استعجالهم بالخير ، كما يحبون أن يستجاب لهم في الخير . { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } في الدنيا بالهلاك ؛ وقال مجاهد والضحاك والكلبي : { ولو يعجل الله للناس الشر } ، يعني : العقوبة ، إذا دعا على نفسه وولده وعلى صاحبته ، مثل : أخزاك الله ، ولعنك الله ؛ كما يعجل لهم الخير إذا دعوه بالرحمة والرزق والعافية ؛ لماتوا وهلكوا . وقال القتبي : هذا من الإضمار ومعناه { وَلَوْ يُعَجّلُ الله لِلنَّاسِ الشر } ، يعني : إجابتهم بالشر { استعجالهم بالخير } ، يعني : كإجابتهم بالخير . وإنَّما صار { استعجالهم } نصباً على معنى مثل استعجالهم . قرأ ابن عامر { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } بالنصب ، يعني : لقضى الله أجلهم ، لأنه اتصل بقوله : { وَلَوْ يُعَجّلُ الله } ، وقرأ الباقون { لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } بالضم على معنى فعل ما لم يسم فاعله .

ثم قال : { فَنَذَرُ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا } ، يعني : نترك الذين لا يخافون البعث بعد الموت . { فِي طغيانهم يَعْمَهُونَ } ، يعني : في ضلالهم يعمهون ، يعني : يتحيرون ويترددون