بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمٗا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرّٖ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (12)

قوله : { وَإِذَا مَسَّ الإنسان الضر } يقول إذا مس الكافر ما يكره من المرض والفقر والبلاء ، { دَعَانَا } ؛ يقول أخلص في الدعاء إلينا { لِجَنبِهِ } ، يعني : وهو مطروح على جنبه إذا اشتد به المرض ، { أَوْ قَاعِدًا } إذا كانت العلة أهون ، { أَوْ قَائِمًا } إذا بقي فيه أثر العلة ؛ ويقال دعانا في الأحوال كلها مضطجعاً كان أَوْ قَائِماً أَوْ قَاعِداً . { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ } ، رفعنا عنه بلاءه ، { مَرَّ } ؛ يقول : استمر على ترك الدعاء ونسي الدعاء ؛ ويقال : مرّ في العافية على ما كان عليه قبل أن يبتلى ولم يتعظ بما ناله . { كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إلى ضُرّ مَّسَّهُ } ، يعني : إلى بلاء أصابه قبل ذلك فلم يشكره ؛ ويقال : معناه أَمِنَ من أن يصيبه مثل الضر الذي دعا فيه حين مسّه { كذلك زُيّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ، يعني : المشركين { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ، يعني : بالدعاء عند الشدة وترك الدعاء عند الرخاء .