بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (41)

ثم قال : { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى الارض نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } يعني : نفتحها من نواحيها . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « هُوَ ذَهَابُ العُلَمَاءِ » . وقال ابن عباس : ذهاب فقهائها ، وخيار أهلها . وعن ابن مسعود نحوه . وقال الضحاك : أو لم ير المشركون أنا ننقصها من أطرافها يعني : يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ما حولهم من أراضيهم ، وقراهم ، وأموالهم ، أفهم الغالبون ؟ يعني : أو لا يرون أنهم المغلوبون ، والمنتقصون ، وعن عكرمة . أنه قال : الأرض لا تنقص ، ولكن تنقص الثمار ، وينقص الناس . وعن عطاء أنه قال : هو موت فقهائها ، وخيارها . وقال السدي : يعني : ينقص أهلها من أطرافها ، ولم تهلك قرية إلا من أطرافها . يعني : تخرب قبل ، ثم يتبعها الخراب . { والله يَحْكُمُ لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ } يقول : لا راد لحكمه ، ولا مغير له ، ولا مرد لما حكم لمحمد صلى الله عليه وسلم النصرة والغنيمة { وَهُوَ سَرِيعُ الحساب } إذا حاسب فحسابه سريع .