قوله تعالى : { يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ } روى ابن أبي نجيح عن مجاهد أن قريشاً ، لما نزلت هذه الآية { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } [ الرعد : 38 ] قالوا : ما نراك يا محمد تملك من شيء ، ولقد فرغ من الأمر . فنزلت هذه الآية تخويفاً ، ووعيداً لهم . فإنّا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما نشاء ، فيمحو الله ما يشاء ، ويثبت ما يشاء من أرزاق العباد ، ومصايبهم ، وما يعطيهم ، وما يقسم لهم . وروى وكيع عن الأعمش ، عن أبي وائل أنه كان يقول في دعائه : اللَّهم إن كنت كتبتنا سعداء ، فأثبتنا . وإن كنت كتبتنا أشقياء ، فامحنا واكتبنا سعداء . فإنك تمحو ما تشاء ، وتثبت ما تشاء ، وعندك أم الكتاب .
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال { يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ } إلا الشقاوة ، والسعادة ، والموت ، والحياة . وروى منصور عن مجاهد أنه قال : إلا الشقاوة ، والسعادة ، لا يتغيران . ويقال : { يَمْحُو الله مَا يَشَاء } من أعمال بني آدم . ما كتب الحفظة ما ليس فيه جزاء خير ولا شر
{ وَيُثَبّتْ } ما فيه جزاء خير أو شر . وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : إن الحفظة إذا رفعت ديوان العبد ، فإن كان في أوله وآخره خير ، يمحو الله ما بينهما من السيئات ، وإن لم يكن في أوله وآخره حسنات ، يثبت ما فيه من السيئات . وقال مقاتل : { يَمْحُو الله } يعني : ينسخ الله ما يشاء من القرآن ، ويثبت ، ويقر المحكم الناسخ ما يشاء فلا ينسخه . ويقال : { يَمْحُو الله ما يشاء } يعني : المعرفة عن ما يشاء { وَيُثَبّتْ } في قلب من يشاء . وهو مثل قول { وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ ويهدى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } [ الرعد : 27 ] ويقال : يقضي على العبد البلاء ، فيدعو العبد ، فيزول عنه . كما روي في الخبر «الدُّعَاءُ يَرُدُّ البَلاَءَ » .
ثم قال : { وَعِندَهُ أُمُّ الكتاب } يعني : أصل الكتاب ، وجملته ، وهو اللوح المحفوظ كتب فيه كل شيء قبل أن يخلقهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.