قوله : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ } ، اعلم أنه _سبحانه جل ذكره_ شرع في حكاية شبهات منكري نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عباس _رضي الله عنه_ : كان المشركون إذا نزلت آية فيها شدة ، ثم نزلت آية ألين منها يقولون : إن محمداً يسخر بأصحابه ؛ يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غداً ، ما هو إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه ، فأنزل الله _تعالى_ : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ }{[20058]} ، والتَّبدِيل : رفع الشيء مع وضع غيره مكانه ، وهو هنا النسخ .
قوله : { والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } ، في هذه الجملة وجهان :
أظهرهما : أنها اعتراضٌ بين الشرط وجوابه .
والثاني : أنَّها حاليَّة ؛ فعلى الأول يكون المعنى : والله أعلم بما ينزِّل من الناسخ والمنسوخ ، والتغليظ والتخفيف ، أي : هو أعلم بجميع ذلك في مصالح العباد ، وهذا توبيخٌ للكفار على قولهم : " إنَّما أنْتَ مُفْتَرٍ " ، أي : إذا كان هو أعلم بما ينزِّل ، فما بالهم ينسبون محمداً إلى الافتراء ؛ لأجل التَّبديل والنسخ ، وقوله : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ، أي : لا يعلمون حقيقة القرآن ، وفائدة النسخ والتبديل ، وأن ذلك لمصالح العباد ، وقولهم : " إنَّما أنْتَ مُفتَرٍ " ، نسبوا إليه صلى الله عليه وسلم الافتراء بأنواع من المبالغات وهي الحصر والخطاب ، واسم الفاعل الدال على الثُّبوت والاستقرار ، ومفعول : " لا يعلمون " ن محذوف للعلم به ، أي : لا يعلمون أنَّ في نسخ الشَّرائع وبعض القرآن حكماً بالغة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.