بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ} (89)

قوله : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مّنْ أَنفُسِهِمْ } ، أي : رسولاً من الآدميين ، { وَجِئْنَا بِكَ } يا محمد { شَهِيدًا على هَؤُلآء } ، أي : على أمتك . { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب } ، أي : القرآن . { تِبْيَانًا لّكُلّ شَيء } ، من الأمر والنهي . إلا أن بعضه مفسر ، وبعضه مجمل ، يحتاج إلى الاستخراج ، والاستنباط . وقال مجاهد : ما يسأل الناس عن شيء إلا في كتاب الله تبيانه ، ثم قرأ : { تِبْيَانًا لّكُلّ شَيء } وقال علي بن أبي طالب : كل شيء علمه في الكتاب إلا أن آراء الرجال تعجز عنه .

ثم قال : { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ } ، أي : { هُدًى } من الضلالة ، { وَرَحْمَةً } ، أي : نعمة لمن آمن به ، وعمل بما فيه ، { وبشرى لِلْمُسْلِمِينَ } بالجنة .