قوله : { وقضى رَبُّكَ } يعني : أمر { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } أي أمر ربك ألا تطيعوا أحداً إلا إياه ، يعني : إلا الله تعالى يعني : لا تطيعوا أحداً في المعصية وتطيعوا الله في الطاعة ، ويقال لا تحدوا إلا الله . وفي قراءة ابن مسعود وَوَصَّى رَبُّكَ ألا تطيعوا إلاَّ إيَّاهُ { وبالوالدين إحسانا } أي : أمر بالإِحسان إلى الوالدين بِراً بهما وعطفاً عليهما { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكبر } قرأ حمزة والكسائي «إِمَّا يَبْلَغَانِ » بلفظ التثنية لأنه سبق ذكر الوالدين . وقرأ الباقون «يَبْلُغَنَّ » بلفظ الوحدان . لأنه انصرف إلى قوله : { أَحَدُهُمَا } يعني : إن بلغ الكبر أحدهما { أَوْ كِلاَهُمَا } يعني : إن بلغ أحد الأبوين عندك الهرم أو كلا الأبوين { فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ } أي : لا تقذرهما ولا تقل لهما قولاً رديئاً عند خروج الغائط منهما إذا احتاجا إلى معالجتهما عند ذلك . قال الفقيه : حدثنا أبو عبد الرحمن بن محمد قال : حدثنا فارس بن مردويه قال : حدثنا محمد بن الفضل قال : حدثنا أصرم عن عيسى بن عبد الله الأشعري عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« لَوْ عَلِمَ الله شَيْئَاً مِنَ العَقُوقِ أَدْنَى مِنْ أُفٍ لحرمه فَلْيَعْمَلِ العَاقّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ وَلْيَعْمَلَ البَارّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلِ النَّار » . وقال مجاهد : إذا كبرا فلا تأف لهما لأنهما قد رأيا منك مثل ذلك . وقال القتبي : { ولا تقل أف } أُفٍ بكسر وفتح وبضم وهو ما غلظ من الكلام يعني : لا تستثقل شيئاً من أمورهما ولا تغلظ لهما القول . قرأ ابن كثير وابن عامر بنصب الفاء ، وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص { أُفٍّ } بكسر الفاء مع التنوين وقرأ الباقون أفِّ بكسر الفاء بغير تنوين ومعنى ذلك كله واحد . ثم قال تعالى : { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } يعني : لا تغلظ عليهما بالقول { وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا } أي ليناً حسناً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.