بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدٗا شَكُورٗا} (3)

قوله : { ذُرّيَّةِ } يعني : بالذرية { مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } في السفينة ، في أصلاب الرجال ، وأرحام النساء . ويقال : معناه ألاّ تعبدوا ذُريةً من حملنا مع نوح مثل عيسى وعزير . قرأ أبو عمرو { أن لا يَتَّخِذُواْ } بالياء على معنى المغايبة . والخبر عنهم أي : أعطيناك الكتاب لكيلا يتخذوا إلها غيري . وقرأ الباقون : بالتاء على معنى المخاطبة . أي : قل لهم لا تتخذوا إلها غيري .

ثم أثنى على نوح فقال تعالى : { إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } أي : كان يحمد الله إذا شرب ، وأكل ، واكتسى . ويقال : الشكور هو المبالغ في الشكر . أي : كان شاكراً في الأحوال كلها .