الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدٗا شَكُورٗا} (3)

وأخرج عبد الله بن حمد في زوائد الزهد ، عن إبراهيم رضي الله عنه قال : شكره أن يسمي إذا أكل ، ويحمد الله إذا فرغ .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إنه كان عبداً شكوراً } قال : لم يأكل شيئاً قط إلا حمد الله ، ولم يشرب شراباً قط إلا حمد الله عليه ، فأثنى عليه { إنه كان عبدا شكوراً } .

وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب ، عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : كان نوح عليه السلام إذا أكل قال : الحمد لله ، وإذا شرب قال : الحمد لله ، وإذا لبس قال : الحمد لله ، وإذا ركب قال : الحمد لله ، فسماه الله { عبداً شكوراً } .

وأخرج ابن مردويه ، عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إنما سمى الله نوحاً { عبداً شكوراً } لأنه كان إذا أمسى وأصبح قال : سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشياً وحين تظهرون » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن علي رضي الله عنه أنه قال : حق الطعام أن يقول العبد : بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ، وشكره أن يقول : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن تميم بن سلمة رضي الله عنه قال : حدثت أن الرجل إذا ذكر اسم الله على طعامه ، وحمد الله على آخره ، لم يسأل عن نعيم لذة الطعام .

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة والطبراني في الدعاء ، عن حاتم عن عمر بن الخطاب أنه لبس جديداً فقال : الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي . ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من لبس ثوباً جديداً فقال : الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمل به في حياتي ، ثم عمد إلى الثوب الذي خلق فتصدق به ، كان في كنف الله وفي حفظ الله ، وفي ستر الله حياً وميتاً » قالها ثلاثاً .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا لبس أحدكم ثوباً جديداً ، فليقل الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي ، وأتجمل به في الناس » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عون بن عبد الله قال : لبس رجلا ثوباً جديداً ، فحمد الله ، فأدخل الجنة ، أو غفر له .