{ ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } نصب على الاختصاص أو النداء ، ذكرهم سبحانه إنعامه عليهم في ضمن إنجاء آبائهم من الغرق ، ويجوز أن يكون المفعول الأوّل لقوله { أن لا تتخذوا } أي : لا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح من دوني وكيلاً ، كقوله : { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الملائكة والنبيين أَرْبَابًا } [ آل عمران : 80 ] . وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو بدل من فاعل { تتخذوا } ، وقرأ مجاهد بفتح الذال ، وقرأ زيد بن ثابت بكسرها ، والمراد بالذرية هنا : جميع من في الأرض ، لأنهم من ذرية من كان في السفينة ؛ وقيل : موسى وقومه من بني إسرائيل . وهذا هو المناسب لقراءة النصب على النداء والنصب على الاختصاص ، والرفع على البدل وعلى الخبر ، فإنها كلها راجعة إلى بني إسرائيل المذكورين ، وأما على جعل النصب على أن { ذرية } هي المفعول الأوّل لقوله { لا تتخذوا } ، فالأولى تفسير الذرية بجميع من في الأرض من بني آدم . { إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } أي : نوحاً ، وصفه الله بكثرة الشكر وجعله كالعلة لما قبله إيذاناً بكون الشكر من أعظم أسباب الخير ، ومن أفضل الطاعات حثاً لذريته على شكر الله سبحانه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.