وعني بالذرية هنا جميع من احتج عليهم{[40329]} بهذا القول من جميع الأمم لأن من على وجه الأرض من جميع بني آدم كلهم ذرية من أنجى الله [ عز وجل ] في السفينة مع نوح [ صلى الله عليه وسلم ] .
وهو نوح وثلاثة بنون وامرأته وثلاث نسوة لبينه{[40330]} . وبنوه{[40331]} هو سام وحام ويافث . أما سام فأبو{[40332]} العرب وأما حام فأبو الحبش وأما يافث فأبو الروم{[40333]} . وقد تقدم ذكر هذا بأوعب من هذا البيان .
ثم قال تعالى : { إنه كان عبدا شكورا } [ 3 ] .
يعني : نوحا{[40334]} [ صلى الله عليه وسلم ]{[40335]} . قال سلمان الفارسي : إنما سمي نوحا عبدا شكورا ، لأنه كان إذا لبس ثوبا حمد الله ، وإذا أكل طعاما حمد الله ، وهو قول مجاهد{[40336]} .
وقيل : إنه كان يقول إذا أكل [ طعاما{[40337]} ] الحمد لله الذي أطعمني ولو شاء أجاعني . وإذا شرب قال : الحمد لله الذي سقاني{[40338]} ولو شاء أظمأني . وإذا لبس ثوبا قال : الحمد لله الذي أكساني ، ولو شاء أعراني . وإذا لبس نعلا ، قال : الحمد لله الذي حذاني ولو شاء أحفاني{[40339]} . وإذا قضى حاجته قال : الحمد الذي أخرج عني الأذى ولو شاء لحبسه{[40340]} .
وقيل : سمي " شكورا " / لأنه كان يقول : إذا خرج البراز منه : الحمد{[40341]} لله الذي سوغنيك طيبا وأخرج مني{[40342]} أذاك وأبقى منفعتك{[40343]} .
وقيل{[40344]} : سمي بذلك لأنه كان إذا لبس ثوبا جديدا قال : الحمد لله ، وإذا أخلقه قال الحمد لله{[40345]} . وقال القرظي{[40346]} : [ يقول{[40347]} ] إذا أكل أو شرب أو ركب دابة أو لبس ثوبا [ ال ]حمد{[40348]} لله . و[ روي ]{[40349]} عن سلمان{[40350]} أيضا مثله{[40351]} .
فالحمد لله والشكر له والإقرار له بالحمد على نعمه يعني{[40352]} : بالشكر . وروي عن بعض الصحابة أو بعض التابعين أنه قال : لو جمع نعم الدنيا كلها{[40353]} في قشرة بيضة ثم لحسه{[40354]} مؤمن ، وقال الحمد لله لأدى شكر[ ه{[40355]} ] ذلك .
وروى مالك عن سهل{[40356]} بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة [ أنه{[40357]} ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مرض العبد ، يعني : المؤمن بعث الله [ عز وجل{[40358]} ] إليه ملكين فيقول : انظرا{[40359]} ما يقول لعواده{[40360]} . فإن هو إذا دخلوا عليه حمدا لله رفعوا ذلك إلى الله [ عز وجل{[40361]} ] ، وهو أعلم ، فيقول الله عز وجل : لعبدي ، إن أنا توفيته ، أن ادخله الجنة ، وإن أنا شفيته ، أن أبدله لحما خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، وأن كفر عنه سيئاته{[40362]} " .
وروى مالك عن أبي الزناد{[40363]} ، عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه{[40364]} عن ربه [ عز وجل قال ]{[40365]} : " إذا{[40366]} ابتليت عبدي [ بلاء ]{[40367]} فصبر{[40368]} أبدلته خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وإن أنا قبضته في علته تلك قبضته{[40369]} إلى رحمتي وكرامتي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.