بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

قوله : { إِنْ أَحْسَنتُمْ } يقول : إن وحدتم الله وأطعتموه { أَحْسَنتُمْ لأنفُسِكُمْ } أي : يثاب لكم الجنة { وَإِنْ أَسَأْتُمْ } أي : أشركتم بالله { فَلَهَا } ويقال : في الآية مضمر . ومعناه : وإن أسأتم فلها رب يغفر لها { فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخرة } أي : آخر الفسادين { لِيَسُوءواْ وُجُوهَكُمْ } أخذ من السوء أي : بعثناهم إليكم ، ليقبحوا وجوهكم بالقتل ، والسبي . قرأ حمزة ، وابن عامر ، وعاصم ، في رواية أبي بكر : { ***لِيَسُوءَ } بالياء ، وفتح الهمزة . يعني : الوعد . ويقال : يعني الملك سلط عليهم . وقرأ الكسائي { ***لنَسُوءَ } بالنون ، ونصب الواو . فيكون الفعل لله تعالى . وقرأ الباقون { الاخرة لِيَسُوءواْ } بالياء ، وضم الهمزة ، بلفظ الجماعة . يعني : إن القوم يفعلون ذلك { وَلِيَدْخُلُواْ المسجد كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ } يعني : بيت المقدس { وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا } يقول : وليخربوا ما ظهروا عليه تخريباً . وقال الكلبي : أي ليدمروا ، وليخربوا ، { مَا عَلَوْاْ } . أي : ما ظهروا { تَتْبِيرًا } أي : إهلاكاً . وقال الزجاج : يقال لكل شيء متكسر من الحديد ، والذهب ، والفضة ، والزجاج تبر ، ومعنى ما علوا أي : وليدمروا في حال علوهم .