تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذُرِّيَّةَ مَنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبۡدٗا شَكُورٗا} (3)

الآية3 : ( وقوله تعالى ){[10640]} : { ذرية ما حملنا مع نوح } ( يحتمل وجوها :

أحدهما : ){[10641]} قال بعضهم : يعني بالذرية الأنبياء الذين كانوا من قبل ؛ أي كانوا من ذرية نوح ومن حمل معه ، وهم بشر ، قال ذكر هذا لإنكارهم بعث الرسل من البشر حين{[10642]}{ قالوا أبعث الله بشرا رسولا }( الإسراء : 94 ) .

والثاني : يحتمل غيره : أي من ذرية { ومن حملنا مع نوح } أي هؤلاء( الكفرة ){[10643]}من ذرية { من حملنا مع نوح } فكيف خالفوا آباءهم الذين كانوا على الهدى ، وتابعوا غيرهم .

والثالث{[10644]} : يذكر أن هؤلاء الرسل من ذرية { ما حملنا مع نوح }/296-أ/وهم بشر فكيف أنكروا الرسول من بشر .

والرابع{[10645]} : هو على النداء والدعاء يا{ ذرية من حملنا مع نوح }في السفينة في أصلاب الرجال وأرحام النساء زمان الطوفان . لا تتخذوا{ من دوني وكيلا{ . قبل : يا ربا وإلها ، وقيل : شريكا .

وأصله ما ذكرناه أن الوكيل هو المعتمد .

{ وقوله تعالى } {[10646]} : { إنه كان عبدا شكورا } يعني نوحا . سماه شكورا لأنه كان يذكر ربه في جميع أحواله . وقال بعضهم : الشكور هو الذي يبتغي مرضاة منعمه ، ويجتنب مساخطه . وقال بعضهم : الشكور هو المطيع لله ، وقد ذكرنا معنى الشكر أنه اسم المكافأة . أو يقال كانت عبادته شكر . لا عبادة استغفار ؛ أي كان شكورا في عبادته لا مستغفرا .


[10640]:ساقطة من الأصل و.م.
[10641]:ساقطة من الأصل و.م.
[10642]:في الأصل و.م : حيث.
[10643]:ساقطة من الأصل و.م.
[10644]:في الأصل و.م: أو.
[10645]:في الأصل و.م: ثم قال بعضهم.
[10646]:ساقطة من الأصل و.م.