بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَوۡ خَلۡقٗا مِّمَّا يَكۡبُرُ فِي صُدُورِكُمۡۚ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ فَسَيُنۡغِضُونَ إِلَيۡكَ رُءُوسَهُمۡ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَرِيبٗا} (51)

{ أَوْ خَلْقًا مّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ } ؛ قال مجاهد : حجارة أو حديداً أو ما شئتم فكونوا ، فسيعيدكم الله الذي فطركم أول مرة كما كنتم ؛ ويقال : { أَوْ خَلْقًا مّمَّا يَكْبُرُ فِى } يعني : السماء والأرض والجبال ؛ وقال الكلبي : معناه لو كنتم الموت لأماتكم . وعن الحسن وسعيد بن جبير وعكرمة قالوا : { حَدِيداً أَوْ خَلْقًا مّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ } ، يعني : الموت ، فيبعثكم كما خلقكم أول مرة . قالوا : لو كنا من الحجارة أو من حديد أو من الموت فمن يعيدنا ؛ وهو قوله تعالى : { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ } يا محمد : فسيعيدكم الله { الذى فَطَرَكُمْ } ، أي خلقكم { أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ } ، يهزون إليك رؤوسهم تعجباً من قولك ؛ وقال القتبي : يعني : يحركونها استهزاء بقولك ؛ وقال الزجاج : أي سيحركون رؤوسهم تحريك من يستثقله ويستبطئه .

{ وَيَقُولُونَ متى هُوَ } ، يعنون البعث . { قُلْ عسى أَن يَكُونَ قَرِيبًا } . وكل ما هو آت فهو قريب ، وعسى من الله واجب . قالوا يا محمد : فمتى هذا القريب ؟ فنزل : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ }