الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا} (8)

وقوله سبحانه : { عسى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ } [ الإسراء : 8 ] .

يقول اللَّه عزَّ وجلَّ لبقية بني إِسرائيل : عسى ربكم إِن أطعتم في أنفسكم واستقمتم أنْ يرحمكم ، وهذه العِدَةُ ليست برجوعِ دولةٍ ، وإِنما هي بأنْ يرحم المطيع منهم ، وكان من الطاعة اتباعهم لعيسى ومحمَّد عليهما السلام ، فلم يفعلوا ، وعادوا إلى الكفر والمعصية ، فعاد عقابُ اللَّه عليهم بِضَرْبِ الذَّلة عليهم ، وقتلِهمْ وإذلالِهمْ بِيَدِ كلِّ أمة ، و«الحصير » : من الحَصْر بمعنى السَّجْن ، وبنحو هذا فسَّره مجاهد وغيره ، وقال الحسن : «الحصير » في الآية : أراد به ما يفترشُ ويُبْسَطُ كالحصير المعروف عند الناس .

قال ( ع ) : وذلك الحصيرُ أيضاً هو مأخوذ من الحَصْر .