غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا} (8)

1

وفيه تحذير للعقلاء من مخالفة أوامر الله ونواهيه ، ثم قال : { عسى ربكم } يا بني إسرائيل { أن يرحمكم } بعد انتقامه منكم في المرة الثانية { وإن عدتم } للثالثة { عدنا } لها . قال أهل السير : ثم إنهم قد عادوا إلى فعل ما لا ينبغي . وهو تكذيب محمد وكتمان ما ورد من نعته في التوراة والإنجيل . فعاد الله عليهم بالتعذيب على أيدي العرب ، فجرى على بني النضير وقريظة وبني قينقاع ويهود خيبر ما جرى من القتل والإجلاء ، ثم الباقون منهم مقهورون بالجزية لا حشمة لهم ولا عزة فيهم إلى يوم القيامة ، وأما بعد ذلك فهو قوله { وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً } أي محبساً حاصراً ومحصوراً لا يتخلصون منه أبداً . وعن الحسن : بساطاً كما يبسط الحصير المنسوج .

/خ21