فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا} (8)

{ عسى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ } يا بني إسرائيل بعد انتقامه منكم في المرة الثانية { وَإِنْ عُدتُّمْ } للثالثة { عُدْنَا } إلى عقوبتكم . قال أهل السير : ثم إنهم عادوا إلى ما لا ينبغي وهو تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وكتمان ما ورد من بعثه في التوراة والإنجيل ، فعاد الله إلى عقوبتهم على أيدي العرب ، فجرى على بني قريظة والنضير وبني قينقاع وخيبر ما جرى من القتل والسبي والإجلاء وضرب الجزية على من بقي منهم ، وضرب الذلة والمسكنة . { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ للكافرين حَصِيرًا } وهو المحبس ، فهو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول . والمعنى : أنهم محبوسون في جهنم لا يتخلصون عنها أبداً . قال الجوهري : حصره يحصره حصراً : ضيق عليه وأحاط به ؛ وقيل : فراشاً ومهاداً ، - وأراد على هذا - بالحصير : الحصير الذي يفرشه الناس .

/خ11