بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256)

قوله تعالى : { لا إِكْرَاهَ فِى الدين } ، يعني لا تكرهوا في الدين أحداً ، بعد فتح مكة وبعد إسلام العرب . { قَد تَّبَيَّنَ الرشد مِنَ الغي } ، أي قد تبين الهدى من الضلالة . ويقال : قد تبين الإسلام من الكفر ، فمن أسلم وإلا وضعت عليه الجزية ولا يكره على الإسلام .

{ فَمَنْ يَكْفُرْ بالطاغوت } ، يعني بالشيطان ويقال : الصنم . ويقال : هو كعب بن الأشرف ، { وَيُؤْمِن بالله فَقَدِ استمسك بالعروة الوثقى } ، يقول : بالثقة يعني بالإسلام . ويقال : فقد تمسك بلا إله إلا الله . { لاَ انفصام لَهَا } ، يعني لا انقطاع لها ولا زوال لها ولا هلاك لها . ويقال : قد استمسك بالدين الذي لا انقطاع له من الجنة . { والله سَمِيعٌ } بقولهم ، { عَلِيمٌ } بهم .