بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٞ لَّا فَارِضٞ وَلَا بِكۡرٌ عَوَانُۢ بَيۡنَ ذَٰلِكَۖ فَٱفۡعَلُواْ مَا تُؤۡمَرُونَ} (68)

قال ابن عباس في رواية أبي صالح : فلو أنهم عمدوا إلى أدنى بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم ولكنهم شددوا على أنفسهم بالمسألة فشدد الله عليهم بالمنع لما { قَالُواْ } : يا موسى { ادع لَنَا رَبَّكَ } ، أي سل لنا ربك أن { يُبَيّن لَّنَا مَا هِيَ } ، أي يبيِّن لنا كيفية البقرة ، إنها صغيرة أو كبيرة . { قَالَ } لهم موسى : { إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ } ، يعني لا كبيرة هرمة ، ولا صغيرة { عَوَانٌ بَيْنَ ذلك } ، وسطاً ونصفاً بين ذلك يعني بين الصغيرة والكبيرة . وقد قيل في المثل : «العوان لا تعلَّم الخُمْرة » ، يعني أن المرأة البالغة ليست بمنزلة الصغيرة التي لا تحسن أن تختمر .

وقوله تعالى : { فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ } ولا تسألوا . فسألوا وشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم .