بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلٗا مَّا يُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } ، قرأ ابن عباس { غُلْفٌ } بضم اللام وهي قراءة شاذة . والباقون بسكون اللام ، أي ذو ( غلْف ) يعني ذو غلاف ، والواحد أغلف مثل : أحمر وحمر . ومعناه : أنهم يقولون قلوبنا في غطاء من قولك ولا نفقه حديثك . وهذا كما قال في آية أخرى { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فى أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِى آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فاعمل إِنَّنَا عاملون } [ فصلت : 5 ] . وأما من قرأ { غُلْفٌ } فهو جماعة الغلاف على ميزان حمار وحمر . يعنون أن قلوبنا أوعية لكل علم ولا نفقه حديثك ، فلو كنت نبياً لفهمنا قولك . قال الله تعالى رداً لقولهم : { بَل لَّعَنَهُمُ الله بِكُفْرِهِمْ } أي خذلهم الله وطردهم مجازاة لكفرهم . { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } ، صار نصباً لأنه قدم المفعول . وقال بعضهم : معناه لا يؤمنون إلا القليل منهم ، مثل عبد الله بن سلام وأصحابه . وقال بعضهم : إيمانهم بالله قليلاً ، لأنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض . وقال بعضهم : معناه أنهم لا يؤمنون ، كما قال : فلان قليل الخير يعني لا خير فيه .