ثم قوله تعالى : { وَلَمَّا جَاءهُمْ كتاب مّنْ عِندِ الله } أي حين جاءهم القرآن { مُصَدّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ } ، أي موافقاً للتوراة في التوحيد ، وفي بعض الشرائع . ويقال : { مصدق لما معهم } يعني يدعوهم إلى تصديق ما معهم ، لأن من كفر بالقرآن فقد كفر بالتوراة . { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الذين كَفَرُواْ } ، أي من قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يستنصرون على المشركين ، لأن بني قريظة والنضير قد وجدوا نعته في كتبهم فخرجوا من الشام إلى المدينة ، ونزلوا بقربها ينتظرون خروجه . وكانوا إذا قاتلوا من يلونهم من المشركين مشركي العرب يستفتحون عليهم ، أي يستنصرون ويقولون : اللهم ربنا انصرنا عليهم باسم نبيك وبكتابك الذي تنزل عليه الذي وعدتنا وكانوا يرجون أن يكون منهم فينصروا على عدوهم ، فذلك قوله تعالى : { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الذين كَفَرُواْ } ، أي باسم النبي صلى الله عليه وسلم { فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ } ، أي محمد صلى الله عليه وسلم وعرفوه { كَفَرُواْ بِهِ } وغيّروا نعته مخافة أن تزول عنهم منفعة الدنيا .
كما قال تعالى : { فَلَعْنَةُ الله عَلَى الكافرين } ، أي سخط الله وعذابه على الجاحدين محمداً صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.