قوله عز وجل : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور } يعني : بناحية الجبل الذي كلّم الله به موسى . يعني : عن يمين موسى ، ولولا ذلك { إِذْ نَادَيْنَا } يعني : كلمنا موسى . ويقال : إذ نادينا أمتك ، وذلك أن الله تعالى لما وصف نعت أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأحب موسى أن يراهم قال الله تعالى لموسى : إنك لن تراهم وإن أحببت أسمعتك كلامهم ، فأسمعه الله تعالى كلامهم ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه معنى قوله : { إِذْ نَادَيْنَا } يعني : نودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني ، واستجبت لكم قبل أن تدعوني .
وروى أن عمر عن ابن مدرك عن أبي زرعة قال : نرفع الحديث في قوله : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور إِذْ نَادَيْنَا } . قال : نودي يا أمة محمد قد أجبتكم قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم قبل أن تسألوني . وعن عمرو بن شعيب قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور إِذْ نَادَيْنَا } ما كانَ النِّدَاءُ ، وَمَا كَانَتِ الرَّحْمَةُ ؟ قَالَ : « كِتَابٌ كَتَبَهُ الله تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ بألْفَيْ عَامٍ ، وَسِتِّمائَةِ عَامٍ عَلَى وَرَقَةِ آس ، ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَى عَرْشِهِ ، ثُمَّ نَادَى ياأمَّةَ مُحَمَّدٍ سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي ، أعْطَيْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُونِي ، وَغَفَرْتُ لَكُمْ قَبْلَ أنْ تَسْتَغْفِرُونِي ، فَمَنْ لَقِيَنِي مِنْكُمْ ، يَشْهَدُ أنْ لاَ إله إلاَّ الله ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ أَدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ » . ثم قال : { ولكن رَّحْمَةً مّن رَّبِكَ } يعني : القرآن نعمة من ربك حيث اختصصت به نصب رحمة ، لأن معناه فعلنا ذلك للرحمة ، كقوله : فعلت ذلك ابتغاء الخير ، يعني : لابتغاء الخير ثم قال : { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أتاهم } يعني : لم يأتهم { مّن نَّذِيرٍ مّن قَبْلِكَ } يعني : لم يأتهم رسول من قبلك ، وهم أهل مكة { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } يعني : لكي يتعظوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.