ثم بَيّن أن الذي وعد المؤمنين في الآخرة ، خير مما زين للكفار فقال تعالى : { قُلْ أَؤُنَبّئُكُمْ بِخَيْرٍ مّن ذلكم } أي من الذي زين للناس في الدنيا
{ لّلَّذِينَ اتقوا } الشرك والفواحش والكبائر . ويقال للذين اتقوا الزينة ، فلا تشغلهم عن طاعة الله { عِندَ رَبّهِمْ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار } يعني البساتين تجري من تحت شجرها ، ومساكنها الأنهار ، فهو خير من الزينة الدنيوية وما فيها .
وروى أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لَشِبْرٌ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا » قال : { خالدين فِيهَا } يعني مقيمين فيها أبداً { وأزواج مُّطَهَّرَةٌ } معناه في الخَلْق والخُلُق ، فأما الخَلْقُ فإنهن لا يَحضنَ ولا يتمخَّطْن ، ولا يأتين الخلاء ، وأما الخُلُق ، فإنهن لا يَغِرْن ولا يحسدن ، ولا ينظرن إلى غير أزواجهن { ورضوان مّنَ الله } أي مع هذه النعم لهم رضوان من الله ، وهو من أعظم النعم كما قال في آية أخرى { وَعَدَ الله المؤمنين والمؤمنات جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا ومساكن طَيِّبَةً في جَنَّاتِ عَدْنٍ ورضوان مِّنَ الله أَكْبَرُ ذلك هُوَ الفوز العظيم } [ التوبة : 72 ] قرأ عاصم في رواية أبي بكر { وَرُضْوَان } بضم الراء ، والباقون بالكسر ، وهما لغتان ، وتفسيرهما واحد { والله بَصِيرٌ بالعباد } أي عالم بأعمالهم وثوابهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.