بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَن يَضُرُّوكُمۡ إِلَّآ أَذٗىۖ وَإِن يُقَٰتِلُوكُمۡ يُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (111)

{ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى } يعني باللسان بالسب وغيره ، وليس لهم قوة القتال { وَإِن يقاتلوكم } يعني إن أعانوكم في القتال ، فلا منفعة لكم منهم لأنهم { يُوَلُّوكُمُ الأدبار } وينهزمون { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } يقول لا يُمْنَعون من الهزيمة ، فكأنه يحكي ضعفهم عن القتال . يقول : لو كانوا عليكم لا يضرونكم ، ولو كانوا معكم لا ينفعونكم ، وهذا حالهم إلى يوم القيامة وهم اليهود ليس لهم شوكة ، ولا قوة القتال في موضع من المواضع . ويقال : { وَإِن يقاتلوكم يُوَلُّوكُمُ الأدبار } يعني إن خرجوا إلى قتالكم ، وأرادوا قتالكم { يولون الأدبار } ، أي ينهزمون منكم . ويقال : { يُوَلُّوكم الأَدْبَار } ، يعني منهزمين ، { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } يقول : لا يُمْنَعون منكم ، وهو قول الكلبي .