بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (101)

ثم قال تعالى على وجه التعجب : { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ } يقول : كيف تجحدون بوحدانية الله تعالى وبمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ؟ { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تتلى عَلَيْكُمْ آيات الله } يقول : يُقْرَأُ عَليكم القرآن ، وفيه دلائله وعجائبه ، { وَفِيكُمْ رَسُولُهُ } يعني معكم محمد صلى الله عليه وسلم .

قال الزَّجاج : يجوز أن يكون هذا الخطاب لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيهم ، وهم يشاهدونه ، ويجوز أن يكون هذا الخطاب لجميع الأمة ، لأن آثاره وعلاماته ، والقرآن الذي أتى به فينا فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا ، وإن لم نشاهده . ثم قال عزّ وجلّ : { وَمَن يَعْتَصِم بالله } يقول : يتمسك بدين الله { فَقَدْ هُدِيَ إلى صراط مّسْتَقِيمٍ } يقول وفق وأرشد من الضلالة { إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ } يعني الطريق الذي يسلك به إلى الجنة ، وهو دين الإسلام .