نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَن يَضُرُّوكُمۡ إِلَّآ أَذٗىۖ وَإِن يُقَٰتِلُوكُمۡ يُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} (111)

ولما كانت مخالفة الأكثر قاصمة خفف عن أوليائه بقوله : { لن يضروكم } ولما كان الضر- كما تقدم عن الحرالي - إيلام الجسم وما يتبعه من الحواس ، والأذى إيلام النفس وما يتبعها من الأحوال ، أطلق الضر هنا على جزء معناه{[18617]} وهو مطلق الإيلام{[18618]} ، ثم استثنى منه فقال : { إلا أذى } أي بألسنتهم ، وعبر بذلك لتصوير{[18619]} مفهومي الأذى والضر{[18620]} ليستحضر{[18621]} في الذهن ، فيكون الاستثناء{[18622]} أدل على نفي وصولهم إلى المواجهة { وإن يقاتلوكم } أي يوماً من الأيام { يولوكم } صرح بضمير المخاطبين نصاً في المطلوب { الأدبار } أي انهزاماً ذلاً وجبناً .

ولما كان المولي قد تعود له{[18623]} كرة بعد فرة{[18624]} قال - عادلاً عن حكم الجزاء لئلا يفهم التقييد بالشرط مشيراً بحرف التراخي إلى عظيم رتبة خذلانهم - : { ثم لا ينصرون{[18625]} * } أي لا يكون لهم ناصر من غيرهم أبداً وإن طال المدى ، فلا تهتموا {[18626]}بهم ولا بأحد{[18627]} يمالئهم من المنافقين ، وقد صدق{[18628]} الله ومن أصدق من الله قيلاً ! لم يقاتلوا في موطن إلا كانوا كذلك{[18629]} .


[18617]:من ظ ومد، وفي الأًصل: فمعناه.
[18618]:من ظ ومد، وفي الأًصل: الإسلام.
[18619]:في ظ ومد: مفهوم الضر والأذى.
[18620]:في ظ ومد: مفهوم الضر والأذى.
[18621]:من ظ ومد، وفي الأًصل: لتستحضروا.
[18622]:في مد: استثنا.
[18623]:في ظ: كره بعد فره.
[18624]:في ظ: كره بعد فره.
[18625]:من ظ ومد و القرآن المجيد، وفي الأصل: لا تنصرون.
[18626]:في ظ: لهم ولا لا حد.
[18627]:في ظ: لهم ولا لاحد.
[18628]:من ظ ومد، وفي الأًصل: أصدق.
[18629]:في ظ: لذلك.