ولما كانت مخالفة الأكثر قاصمة خفف عن أوليائه بقوله : { لن يضروكم } ولما كان الضر- كما تقدم عن الحرالي - إيلام الجسم وما يتبعه من الحواس ، والأذى إيلام النفس وما يتبعها من الأحوال ، أطلق الضر هنا على جزء معناه{[18617]} وهو مطلق الإيلام{[18618]} ، ثم استثنى منه فقال : { إلا أذى } أي بألسنتهم ، وعبر بذلك لتصوير{[18619]} مفهومي الأذى والضر{[18620]} ليستحضر{[18621]} في الذهن ، فيكون الاستثناء{[18622]} أدل على نفي وصولهم إلى المواجهة { وإن يقاتلوكم } أي يوماً من الأيام { يولوكم } صرح بضمير المخاطبين نصاً في المطلوب { الأدبار } أي انهزاماً ذلاً وجبناً .
ولما كان المولي قد تعود له{[18623]} كرة بعد فرة{[18624]} قال - عادلاً عن حكم الجزاء لئلا يفهم التقييد بالشرط مشيراً بحرف التراخي إلى عظيم رتبة خذلانهم - : { ثم لا ينصرون{[18625]} * } أي لا يكون لهم ناصر من غيرهم أبداً وإن طال المدى ، فلا تهتموا {[18626]}بهم ولا بأحد{[18627]} يمالئهم من المنافقين ، وقد صدق{[18628]} الله ومن أصدق من الله قيلاً ! لم يقاتلوا في موطن إلا كانوا كذلك{[18629]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.