بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (164)

{ لَقَد مَنَّ الله على المؤمنين } أي أنعم الله عليهم { إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ } يعني : من أصلهم ونسبهم من العرب ، يعرفون نسبه . ويقال : { من أنفسهم } ، يعني من جنسهم من بني آدم ، ولم يجعله من الملائكة . وإنما خاطب بذلك المؤمنين خاصة لأن المؤمنين هم الذين صدقوه فكأنه منهم . وقرئ في الشاذ : { من أَنفسكم } بنصب الفاء ، أي من أشرفهم . وقد كانت له فضيلة في ثلاثة أشياء : أحدها : أنه كان من نسب شريف لأنهم اتفقوا أن العرب أفضل ، ثم من العرب قريش ، ثم من قريش بنو هاشم ، فجعله من بني هاشم . والثاني : أنه كان أميناً فيهم قبل الوحي . والثالث : أنه كان أمياً لكي لا يرتاب فيه الافتعال .

ثم قال : { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياته } أي يعرض عليهم القرآن { وَيُزَكّيهِمْ } يعني يأخذ منهم الزكاة ليطهر أموالهم ، ويقال : { ويزكيهم } يعني يطهرهم من الذنوب والشرك . ويقال : ويزكيهم أي يأمرهم بكلمة الإخلاص ، وهي قول لا إله إلا الله ، { وَيُعَلّمُهُمُ الكتاب } يعني القرآن ، { والحكمة } أي الفقه وبيان الحلال والحرام { وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لفي ضلال مُّبِينٍ } أي : وقد كانوا من قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم لفي خطأ بَيِّن .