{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مّن بَعْدِ الغم أَمَنَةً نُّعَاساً } الأمنة في اللغة الأمن . قال الكلبي : إذا أَمِنَ القوم نعسوا . وقال الضحاك : النعاس عند القتال أَمَنَةٌ من الله تعالى . ويقال : الذي يصيبه الغم والهزيمة لا يكون له شيء أحسن من النعاس ، فيذهب عنه همه ، فأصاب القومَ النعاسُ فذهب عنهم الغم وأمنوا . قوله تعالى : { يغشى طَائِفَةً مّنْكُمْ } يعني النعاسَ يغشى ويعلو { طائفة منكم } من كان من أهل الصدق واليقين . قرأ حمزة والكسائي : { تغشى } بالتاء . وقرأ الباقون بالياء . فمن قرأ بالتاء انصرف إلى قوله أمنة ، ومن قرأ بالياء يكون نعتاً للنعاس .
ثم قال : { وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ } يعني أهل النفاق . وقال الكلبي : هو معتب بن قُشَيْر وأصحابه { يَظُنُّونَ بالله غَيْرَ الحق } يعني : أنهم يظنون أن لن ينصر الله محمداً وأصحابه { ظَنَّ الجاهلية } قال الكلبي : يعني كظنهم في الجاهلية . وقال مقاتل : ظن الجاهلية كظن الجهال المشركين ، مثل أبي سفيان وأصحابه { يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأمر مِن شيء } يعني : النصرة والفتح { قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ } يعني النصرة والغنيمة كله من الله { يُخْفُونَ في أَنْفُسِهِم } أي يُسِرُّونَ في أنفسهم { مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ } أي يقولون ما لا يظهرون لك { يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شيء مَّا قُتِلْنَا } أي يقولون لو كان ديننا حقاً ما قتلنا { ها هنا } قال الكلبي : وفي الآية تقديم وتأخير ، ومعناه يقولون : هل لنا من الأمر من شيء ، يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك ، يقولون : لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا { مِن شيء قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ } وقال الضحاك : { قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ } يعني القدر خيره وشره من الله . قرأ أبو عمرو : { قل إِنَّ الأَمْرَ كُلّه لله } بضم اللام ، والباقون بالنصب . فمن قرأ بالرفع جعله اسماً مستأنفاً ، ومن نصب جعله نعتاً للأمر .
ثم قال تعالى : { قُل لَّوْ كُنتُمْ في بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ } يقول : لظهر . ويقال : لخرج { الذين كُتِبَ عَلَيْهِمُ القتل } أي قُضِيَ عَلَيهم القتل { إلى مَضَاجِعِهِمْ } أي إلى مواضع مصارعهم . معناه : أنهم وإن لم يخرجوا إلى العدو وقد قضى الله عليهم بالقتل ، لخرجوا إلى مواضع قتلهم لا محالة ، حتى ينفذ فيهم القضاء . قال تعالى : { وَلِيَبْتَلِيَ الله مَا في صُدُورِكُمْ } يعني ليختبر ويظهر ما في قلوبكم { وَلِيُمَحّصَ } يعني : ليظهر ويكفر { مَا في قُلُوبِكُمْ } من الذنوب { والله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } يعني : بما في القلوب من الخير والشر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.