بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (36)

{ أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ } قرأ حمزة ، والكسائي : عِبَادَهُ بالألف بلفظ الجماعة . يعني : الذين صدقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبالقرآن ، والباقون عَبْدَه بغير أَلف . يعني : النبي صلى الله عليه وسلم . { وَيُخَوّفُونَكَ بالذين مِن دُونِهِ } يعني : بالذين يعبدون من دونه ، وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لا تزال تقع في آلهتنا ، فاتقِ كيلا يصيبك منها معرة ، أو سوء . فنزل : { أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ } الآية . وروى معمر عن قتادة قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها ، فمشى إليها بالفأس . فقالت له : قيمتها يا خالد احذر ، فإن لها شدة ، لا يقوم لها أحد ، فمشى إليها خالد ، فهشم أنفها بالفأس . ويقال : { أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ } يعني : الأنبياء .

ثم قال : { وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } يعني : من يخذله الله عن الهدى ، فما له من مرشد ، ولا ناصر .