الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا} (27)

قوله ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَّتُوبَ عَلَيْكُمْ ) الآية [ 27 ] .

والمعنى والله يريد أن يرجع( {[12181]} ) بكم إلى طاعته ليغفر لكم ما سلف لكم من ذنوبكم في جاهليتكم من نكاحكم حلائل آبائكم وأبنائكم ، وغير ذلك مما ركبتموه ( وَيُرِيدُ الذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا ) أي : ترجعوا عن الحق وهو الزنا( {[12182]} ) .

قال مجاهد : يريدون( {[12183]} ) أن تزنوا مثلهم( {[12184]} ) .

ومعنى الشهوات : شهوات الدنيا ولذاتها .

وقيل : هم اليهود والنصارى قاله السدي ، وقيل : هم اليهود خاصة يريدون أن تنكحوا الأخوات من الأب مثلهم لأنهم يحلون ذلك( {[12185]} ) .

وقال ابن زيد : هم طلاب الباطل ، وأهل الزنا( {[12186]} ) .


[12181]:- (أ) (ج): يراجع.
[12182]:- انظر: جامع البيان 5/28.
[12183]:- (ج): تزون.
[12184]:- انظر: تفسير مجاهد 1/153.
[12185]:- انظر: جامع البيان 5/29.
[12186]:- هذا القول للطبري وليس لابن زيد ذكره في معرض ترجيحه للأقوال، وقد وهم مكي في ذلك. انظر: جامع البيان 5/29.