تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا} (27)

الآية 27 وقوله تعالى : { والله يريد أن يتوب عليكم } قالت المعتزلة : قد أراد الله توبة من لا يتوب . فيقال لهم : ما التوبة عندكم ؟ ( أليست التوبة عندكم ) {[5366]} التجاوز والدعاء ؟ فإذا وعد أن يتوب فلم يفعل فهل ترك لا بعجز او به ، أو ذلك الوصف له بالعجز أو الجهل ، فنعود بالله من الزيغ عن الحق والسرف في القول .

وأما تاويله عندنا : { والله يريد أن يتوب عليكم } في الذي علمه أنه_م يتوبون ، او كان في ذلك إخبار عن قوم أراد الله أن يتوب عليهم ، فتابوا : وقال قوم : قوله : { والله يريد أن يتوب عليكم } أي يأمر أن يتوبوا والله أعلم .

وقوله تعالى : { ويريد الذين يتبعون الشهوات } الآية . من اختار الدنيا على الدين ، والأولى على الآخرة ( هوى يتبعه ){[5367]} وشهوة تغلبه لا لتقصير / 91- أن الله عز وجل عن البيان بل لتركهم النظر والتأمل بالعواقب غلبت عليهم شهواتهم ، واتبعوا أهواء أنفسهم : إما رئاسة طلبوها وإما سعة في الدنيا بغوها . فذلك الذي يمنعهم عن النظر في العاقبة التأمل في الآخرة . لذلك مالوا ميلا عظيما ، وخسروا خسرانا مبينا ، وضلوا ضلالا بعيدا .


[5366]:في الأصل: أليس التوبة عندكم في م: أليس عندكم التوبة.
[5367]:لهؤلاء يتبعه.