بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلِكُلّٖ جَعَلۡنَا مَوَٰلِيَ مِمَّا تَرَكَ ٱلۡوَٰلِدَانِ وَٱلۡأَقۡرَبُونَۚ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَـَٔاتُوهُمۡ نَصِيبَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدًا} (33)

قوله تعالى : { وَلِكُلٍ جَعَلْنَا مَوَالِيَ } أي بينا موالي يعني الورثة من الولد والإخوة وابن العم . ويقال : الموالي العصبة : العم ، وابن العم ، وذوي القربى كقوله : { وَإِنِّي خِفْتُ الموالي مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امرأتي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً } [ مريم : 5 ] معناه : ولكل واحد منكم جعلنا الورثة لكي يرث { مّمَّا تَرَكَ } وهم { الوالدان والأقربون } . ثم قال : { والذين عَقَدَتْ أيمانكم فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ } قال الكلبي ومقاتل : كان الرجل يرغب في الرجل ، فيحالفه ويعاقده على أن يكون في ميراثه كبعض ولده ثم قال : { فآتوهم نصيبهم } أي أعطوهم حظهم الذي سميتم لهم من الميراث هكذا قال مجاهد ثم نسخ بقوله تعالى : { والذين آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وجاهدوا مَعَكُمْ فأولئك مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ فِي كتاب الله إِنَّ الله بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ } [ الأنفال : 75 ] ويقال : إنهم كانوا يوصون لهم بشيء من المال ، فأمرهم بأن يؤتوا نصيبهم من الثلث . ويقال : أراد به مولى الموالاة كانوا يرثون السدس .

ثم قال تعالى : { إِنَّ الله كَانَ على كُلّ شيء شَهِيداً } أي شاهد إن أعطيتموهم أو لم تعطوهم . قرأ أهل الكوفة حمزة والكسائي وعاصم : { والذين عقدت أيمانكم } بغير ألف ، والباقون بالألف . قال أبو عبيدة : والاختيار { عاقدت } بالألف لأنه من معاقدة الحلف ، فلا يكون إلا بين اثنين . ومن قرأ { عقدت } معناه عقدت لهم أيمانكم فأضمر فيها لهم .