وقوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } أي فكيف يصنعون ؟ وكيف يكون حالهم ؟ إذا جئنا من كل أمة بشهيد ، يعني بنبيها هو شاهد بتبليغ الرسالة من ربهم { وَجِئْنَا بِكَ } يا محمد { على هَؤُلاء شَهِيداً } يعني على أمتك شهيداً بالتصديق لهم ، لأن أمته يشهدون على الأمم المكذبة للرسالة ، وذلك أنه إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى للأمم الخالية : هل بلغتكم الرسل رسالاتي ؟ فيقولون : لا . فقالت الرسل : قد بلغنا ولنا شهود ، فيقول عز وجل : ومن شهودكم ؟ فيقولون : أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون بتبليغ الرسالة ، بما أوحي إليهم من ربهم في كتابهم في قصة الأمم الخالية .
فتقول الأمم الماضية : إن فيهم زواني وشارب الخمر ، فلا يقبل شهادتهم ، فيزكيهم النبي صلى الله عليه وسلم فيقول المشركون : { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ والله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ سورة الأنعام : 23 ] فيختم على أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون ، فذلك قوله تعالى { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرسول لَوْ تسوى بِهِمُ الأرض } أي تخسف بهم الأرض . ويقال : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ } الرسل يشهدون على قومهم بتبليغ الرسالة ، ويشهد النبي صلى الله عليه وسلم على أمته بتبليغ الرسالة من قبل ومن لم يقبل .
حدّثنا الخليل بن أحمد ، قال : حدّثنا أبو منيع ، قال : حدّثنا أبو كامل ، قال : حدّثنا فضيل عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم من بني ظفر ، فجلس على الصخرة التي في بني ظفر ، ومعه ابن مسعود ، ومعاذ وناس من الصحابة ، فأمر قارئاً فقرأ حتى إذا أتى على هذه الآية { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيداً } بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اخضلت وجنتاه فقال : « يَا رَبّ هذا عِلْمِي بِمَنْ أَنَا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ أَرَهُمْ ؟ »
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.