بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَئِذٖ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوۡ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضُ وَلَا يَكۡتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثٗا} (42)

ثم قال تعالى : { يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ } يعني : يتمنى الذين كفروا يعني الكفار { وَعَصَوُاْ الرسول لَوْ تسوى بِهِمُ الأرض } أي يكونوا تراباً يمشي عليهم أهل الجمع { وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً } وهو قولهم : { والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } . قال الزجاج : قال بعضهم : { وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً } مستأنف ، لأن ما عملوا ظاهر عند الله تعالى لا يقدرون على كتمانه . وقال بعضهم : هو كلام بناء يعني يودون أن الأرض سويت بهم ، وأنهم لم يكتموا الله حديثاً لأنه مظهر كذبهم . قرأ حمزة والكسائي { تسوى } بنصب التاء وتخفيف السين وتشديد الواو يعني يخسف بهم ، وقرأ عاصم وابن كثير وأبو عمرو { تسوى } بضم التاء فأدغم إحدى التاءين في الأخرى على فعل لم يسم فاعله ، أي يصيروا تراباً وتسوى بهم الأرض . وقرأ نافع وابن عامر : { تسوى } بنصب التاء وتشديد السين والواو ، لأن أصله تتسوى فأدغم إحدى التاءين في السين .