{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا }
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ عَليَّ " قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : " إني أحب أن أسمعه من غيري " فقرأت عليه سورة { النساء } حتى بلغت : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } قال : " أمسك " فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل ؛ { فكيف } الفاء فصيحة ، و { كيف } محلها : إما الرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف ، وإما النصب بفعل محذوف ، . . . ، - أي إذا كان كل قليل وكثير يجازى عليه ، فكيف حال هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى وغيرهم ؟ أو : كيف يصنعون ؟ أو : كيف يكون حالهم إذا جئنا يوم القيامة من كل أمة من الأمم وطائفة من الطوائف بشهيد يشهد عليهم بما كانوا عليه من فساد العقائد وقبائح الأعمال ؟ - وهو نبيهم- ؟ وجئنا بك يا خاتم الأنبياء { على هؤلاء } إشارة إلى الشهداء المدلول عليهم بما ذكر { شهيدا } تشهد على صدقهم لعلمك بما أرسلوا ، واستجماع شرعك مجامع ما فرعوا وأضلوا ، . . . ، وقيل : إلى المؤمنين : لقوله تعالى : ( . . لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا . . ) ( {[1407]} ) ، فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة ، وعظيم تلك الحالة ، فماذا لعمري يصنع المشهود عليه ؟ ! وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه-( {[1408]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.