الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۭ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا} (41)

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ علي قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ! قال : نعم . إني أحب أن أسمعه من غيري . فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } فقال : حسبك الآن . . فإذا عيناه تذرفان " .

وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود : " اقرأ . قال : أقرأ وعليك أنزل ؟ ! قال : إني أحب أن أسمعه من غيري . فافتتح سورة النساء حتى بلغ { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد . . . } الآية . فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكف عبد الله " .

وأخرج ابن أبي حاتم والبغوي في معجمه والطبراني بسند حسن عن محمد بن فضالة الأنصاري - وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في نبي ظفر ومعه ابن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وناس من أصحابه ، فأمر قارئا فقرأ ، فأتى على هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه ، وقال : يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره ؟ .

وأخرج الطبراني عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : " يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره " .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } قال : رسولها يشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم { وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه .

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شهيدا عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم " والله تعالى أعلم .