فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۭ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا} (41)

{ فكيف } يكون حال هؤلاء الكفار من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين أو حال كفار قريش خاصة يوم القيامة ؟ هذا الاستفهام معناه التوبيخ والتقريع { إذا جئنا من كل أمة بشهيد } قال ابن عباس : إنه يؤتى بنبي كل أمة يشهد عليها ولها { وجئنا بك على هؤلاء } أي الأنبياء أو جميع الأمم أو المنافقين أو المشركين ، وقيل على المؤمنين { شهيدا } .

عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي القرآن قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : نعم إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } قال حسبك الآن ، فإذا عيناه تذرفان ، أخرجه الشيخان واللفظ للبخاري وأخرجه الحاكم وصححه من حديث عمرو بن حريث{[475]} .


[475]:رواه الإمام أحمد في مسنده3550 والباخاري9/81 عن عبد الله بن مسعود. وفي رواية رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل وهذا لفظ مسلم1/551 والمستدرك3/319.