بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞فَلۡيُقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشۡرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۚ وَمَن يُقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقۡتَلۡ أَوۡ يَغۡلِبۡ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (74)

ثم أمر المنافقين بأن يقاتلوا لوجه الله تعالى ، فقال عز وجل :

{ فَلْيُقَاتِلْ في سَبِيلِ الله } يعني فليقاتل الذين معكم في طاعة الله { الذين يَشْرُونَ الحياة الدنيا } أي يختارون الدنيا على الآخرة . ويقال : هذا الخطاب للمؤمنين ، فكأنه يقول : فليقاتل في سبيل الله الكفار الذين يشرون الحياة الدنيا { بالآخرة } . ثم قال تعالى : { وَمَن يقاتل في سَبِيلِ الله } أي في طاعة الله { فَيُقْتَلْ } يقول فيستشهد : { أَو يَغْلِبْ } أي يقتل العدو ويهزمهم { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } أي ثواباً عظيماً في الجنة ، فجعل ثوابهما واحداً ، يعني : إذ غلب أو غلب يستوجب الثواب في الوجهين جميعاً ، وقال الضحاك في قوله : { وَمَن يقاتل في سَبِيلِ الله } قال : ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة ، غفرت له ذنوبه ووجبت له الجنة . والفواق بالرفع : ما بين الحلبتين . والفواق : بالنصب الراحة . وذلك قوله : { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } أي ثواباً عظيماً في الجنة .