{ فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما }
في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو عَليَ ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة " ، - حض من الله المؤمنين على جهاد عدوه من أهل الكفر به ، على أحايينهم ، غالبين كانوا أو مغلوبين ، . . { فليقاتل في سبيل الله } يعني : في دين الله ، والدعاء إليه ، والدخول فيما أمر به ، أهل الكفر به ، { الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة } يعني : الذين يبيعون حياتهم الدنيا بثواب الآخرة وما وعد الله أهل طاعته فيها ، وبيعهم إياها بها : إنفاقهم أموالهم في طلب رضا الله كجهاد مَن أمر بجهاده مِن أعدائه وأعداء دينه ، وبذلهم مهجهم له في ذلك ، أخبر جل ثناؤه بما لهم في ذلك إذا فعلوه فقال : { ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما } يقول : ومَن يقاتِل في طلب إقامة دين الله وإعلاء كلمة الله ، أعداء الله . . فيقتله أعداء الله ، أو يغلبهم فيظفر بهم ، . . فسوف نعطيه في الآخرة ثوابا وأجرا عظيما ، وليس لما سمى جل ثناؤه { عظيما } مقدار يعرف مبلغه عباد الله-( {[1465]} ) ؛ لقد بين محكم التنزيل أن سلعة ربنا الغني الحميد تطلب بتقديم المال والروح : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون . . ) ( {[1466]} ) ، كما نادى على هذه التجارة الرابحة التي لا تبور : ( يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنحيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ) ( {[1467]} ) ، ومع هذا الوعد الحق بالدرجات العلا والنعيم المقيم في دار الخلد والتكريم ، فإن المولى تقدست أسماؤه تضمن تأييدهم وظفرهم وغلبتهم على من تصدى لهم : ( وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ) ( {[1468]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.